رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز (كاملة)
يا بت..... ضيق محمد حاجبيه بدهشة و هو يستند بظهره على باب الشقة... دقات قلبه المتسارعة تدل على توتره الشديد و هو ينتظر إجابتها على أحر من الجمر... لم يضع هذا الاحتمال بباله لشدة ثقته بها بالرغم من تصرفاتها الغريبة و الغير مفهومة معه و خاصة في الفترة الأخيرة.... إلا أنه لم يتوقع ابدا انها ستتركه من أجل شخص آخر..... فتح أزرار قميصه العلوية بعد أن شعر باختناقه توقف عن الحركة و جميع حواسه تأهبت عندما سمع صوت نور و هي تصرخ في وجه والدتها پغضبحضرتك تقصدي إيه... تقصدي إني بخون جوزي و انا لسه على ذمته...سامع يا بابا سامعها بتقول إيه بجد مش قادرة أصدق إنك ممكن تقولي عليا كلام زي داه انا تربية إيديكي و عارفة أخلاقي كويس...... تدخل سعيد محاولا تهدئتهما أمك متقصدش يا بنتي هي قصدها إن مفيش سبب مقنع يخليكي تتطلقي..... نور بغموض لا في...انا عندي أسبابي الخاصة و انتوا لازم تحترموا قراري داه عم إذنكم.... إتجهت سريعا نحو غرفتها لتغلق الباب وراءها پعنف مصدرا صوتا عاليا....تاركة والديها ينظران لبعضهما بحيرة و ألم على إبنتهما العنيدة..... تزامن صوت إغلاق باب الغرفة مع خروج محمد من الشقة نهائيا و رأسه يكاد ينفجر من شدة الأفكار التي تزاحمت فجأة داخل دماغه بعدما سمعه..... ____________________________________ تنهدت ليليان بتعب و هي تصعد آخر درجة من السلم الرخامي لفيلا البحيري متجهة نحو غرفتها....دلفت إلى الداخل و هي تسير علي أطراف أصابعها حتى لا توقظ صغيرها الذي من المفترض أن يكون نائما كعادته بالداخل و بجانبه مربيته تنتظر مجيئها حتى تغادر لكن عندما تتأخر ليليان في العمل فهي تتركه مع جدته كاريمان او اي فرد من أفراد العائلة .... نزعت حذائها و رمته جانبا عند مدخل الغرفة ثم أكملت سيرها تبحث بعينيها عن صغيرها فوق سريرها.... جفلت و توقفت مكانها عندما تفاجأت برؤية أيهم يتكئ على الفراش موليا ظهره للباب و يحدث الطفل النائم و كأنه يسمعه..... إستوى في جلسته عندما شعر بوجودها ثم إلتفت نحوها و قد ظهرت على وجهه إبتسامة سعيدة.... وقف متجها نحوها قائلا بهدوءإتأخرتي و المربية روحت فقلت أقعد شوية مع أيسم.....كنت بحكيله حكاية لحد مانام..... أومأت له الطرية باستمتاع هاتفا بخفوت على فكرة أنا لسه جوزك يعني تقدري تشيلي حجابك قدامي.... أجابته دون تتحرك من مكانها الوقت تأخر و انا تعبانة و عاوزة أنام...أيسم معاك طول اليوم و كمان تقدر تشوفه بكرة..... ايهم بلطفأنا كنت مستنيكي عشان آخذه ينام عندي في أوضتنا.... ليليان بجمود حيضايقك عشان بيصحى في الليل إنت مش حتقدر تهتم بيه..... أيهم برجاء طب تعالي معانا ننام كلنا في او..... ليليان بمقاطعة لا انا تعودت أنام هنا و أيسم كمان.... ايهم و قد فهم مايدور بخلدها لكنه ظل على هدوءه طيب ممكن أنام معاكم هنا... عاوز إبني ينام في حضڼي مرة واحدة بس... ليليان برفض لو سمحت كفاية كده إحنا قريب جدا حنطلق و مينفعش اللي إنت بتعمله داه.... ايهم بهدوء رغم غضبهيعني مفارقش معاكي حوارنا المرة اللي فاتت.... مفيش حاجة تغيرت ليليان بحدة و قد شعرت بثقل الهواء من حولها عشان اللي طلبته مستحيل...إني ابقى على ذمتك بقية عمري حتي لو كل واحد فينا في مكان ثاني داه شيئ مستحيل... أيهم بتهكمطيب نفضل مع بعض.... ليليان بحنقإنت بتهزر... هو إنت فاكرني نسيت اللي إنت عماته فيا زمان....أكثر من عشر سنين عيشتني فيهم في حجيم... ذوقتني فيهم كل أنواع الذل و العڈاب و عاوزني أنسى و أرجعلك..... ايهم بهدوء مستفزطيب عاوزة إيه من الاخر ليليان و هي تغلق عينيها محاولة تهدأة نفسها نتطلق و كل واحد منا يشوف حياته كفاية السنين اللي ضاعت من عمري...أنا رجعتلك شركتك والمستشفى بتاعتك... و حتنازلك على حقوقي كلها مش عاوزة منك حاجة و حسيب الفيلا و أجر شقة صغيرة ليا أنا و إبني....انا قدمت في كذا مستشفى و أكيد حلاقي شغل ثاني قريب جدا و إستقالتي حتكون بكرة على مكتبك.. أيهم بسخرية و هو مازال منشغلا بالنظر للصغير و إيه كمان ليليان ببساطة ولا حاجة....حشوف حياتي وإنت كمان شوف حياتك.... إحنا مش اول كوبل يطلقوا...... أيهم بابتسامة مريرة معيدا كلامها بنبرة بطيئة صح مش اول كوبل يطلقوا... رفع عينيه نحوها واضعا يديه على جانبيه عاملة حساب كل حاجة يعني....بالسرعة دي قدرتي تنظمي حياتك من ثاني ليليان ببرود إنت سايبني بقالك أكثر من ثلاثة سنين... فترة كافية عشان اقدر ارتب حياتي من ثاني... أكملت باستفزاز لو كنت طلبتني قبل ماتسافر كنت رجعت لقيتي تجوزت... إسترقت ليليان النظر إليه بعد أن شعرت بمدى قسۏة كلماتها لتجده يحدق في أرضية الغرفة و قد إشتدت قبضتاه على لحاف السرير حتى كاد