رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل (كاملة)
انت في الصفحة 1 من 22 صفحات
تدور الرواية عن صراع بين عائلتين كبيرتين فى تجارة بصعيد مصر وهم عائله صالح الجارحى و عائله ضياء الموافى
حيث صالح الجارحى ضياء الموافى تاركا خلفه ابنه جاد بطل الرواية وكان مايزال فتى فى الثانية عشر من عمره من عمره تحت وصاية عمه وابنه اسماعيل
تزداد حرب الٹأر بين العائلتان اكثر ويزداد العداء حتى تنجح عائله الموافى فى الرد
تلد زوجة طه الجارحى فتاة فيتعلق بها جدها صالح ويقرر الاحتفاظ بها ورعايتها مطلقا عليها اسم والدته الراحله رحيل وهى بطله الرواية
تضطر العائلتان بمرور السوات التظاهر بعقد هدنة بعد التدخل الحكومى وكبار عائلات الصعيد رغم الهدنة الا ان العائلتان لا تضيعان فرصة فى الاڼتقام وقتل افراد من كل جانب فى كل فرصة دون ترك اى اثر يدينهم ليبدو الامر وكأنه حاډث او قضاء وقدر
كان جاد فى بداية الثلاثين من عمره طويل الجسم قوى البنية مفتول العضلات اسمر اللون بعض الشئ تعمد طوال عمره ان يقص شعره لقصير وان يطلق لحيه اعطته وقارا وجاذبية فوق جاذبيته وان كانت ملامحه قاسېة وهدوئه وكلماته القليله مبعث قلق وخوف لكثير ممن حوله خاصة مع نظرات عينيه الثاقبتين
على الجانب الاخر كبرت رحيل يتيمة الاب فى بيت جدها بعدما ابلغها جدها ان امها قد رمتها منذ صغرها اليه وسافرت خارج مصر وتزوجت هناك وانجبت اطفال اخرين
كانت رحيل نقطة ضعف جدها صالح والذى كان الجميع يهابه ويخشى غضبه وقوته الا انها كانت الوحيدة التى استطاعت ان تخترق قلبه حتى انه كان منذ مولدها لايتركها من على كتفه الا وقت نومها
كبرت رحيل وصممت ان تكمل دراستها بالجامعه فى القاهرة فسمح لها جدها على ان تلازمها سيدة مسنة ربتها منذ صغرها وسائق عينه كحارس لها واشترى لها شقه فى كومباوند لصديق له اوصاه ان يجعل امن الكومباوند ان يتابع رحيل والا يسمح لاى احد ان يتعرض لها
كانت رحيل فى بداية العشرين من عمرها جميله يقولون انها ورثت جمال امها البيضاء بشعرها الناعم ورموشها الكثيفه وعيناها البنيتان وان كانت ورثت طول ابيها وجدها والذى تناسق مع قوامها الفارع رغم انها تربت على التدليل من جدها الا انها كانت فتاة عاقله ومتزنة فى حياتها وان كانت مرحة ومنطلقه تحب الحياة ولكن بحدود وفكر وثقافه فتاة من مجتمع صعيدي
كان قصر صالح الجارحى فى الطرف الاخر من البلدة تحرسه جيوش غفيرة من رجاله وقصر بيت الموافى على الطرف
الاخر والمسافه بين القصرين رغم قصرها الا انها كانت كأنها اميال مليئة بالكره والحقد حتى المۏت
كان صالح الجارحى قد نشب خلاف كبير بينه وبين عائله كبيرة من العرب الموجودين على الحدود بسبب تجارة الاسلحة فقررا ان ينتقموا منه بخطڤ اقرب الناس لقلبه بعدما علما بأنها حفيدته والتى تعود من القاهرة مساء كل خميس بالطائرة وانه يبعث لها بسيارته وسائقه كى يصلها للبيت
كان الوقت ليلا ورحيل تعبث بهاتفهاوهى تجلس فى المقعد الخلفى فى سيارة جدها الجيب قبل ان تسمع صوت انفجار وضوء شديد مفاجئ مما جعلها تصرخ وهى
تتثبث بمقعدها قائله للسائق
رحيل فى ايه ياعم بسطاوى
بسطاوى فى هلع محاولا السيطرة على عجله القيادة مش عارف ياست رحيل
فجأة تجد رحيل السيارة تنقلب بهم بعدما يظهر ضوء شديد من بعيد امامهم عمى عيناها عن الرؤية تنقلب بهم السيارة عدة مرات واصوات اطلاق الړصاص تقترب منهم
تفتح عيناها بعدما تستقر السيارة على صوت السائق الغارق بدمائه
السائق اجرى ياست رحيل
رحيل پخوف وانت ياعم بسطاوى
السائق مالكيش دعوة بيا دول اكييد قصدينك انتى اجرى يابنتى وانا هحاول اعطلهم وخدى ده معاكى جايز تحتاجيه
قالها وهو يخرج مسدسه كى يناوله لها التقطته منه رحيل وجرت بهلع والډماء تغطى شعرها
فى نفس اللحظة كان جاد عائدا من المدينة بعد انتهائه من مشوار هام له مع احد عملائه الاجانب والذى نزل باحد فنادق البلدة
كان جاد مشغولا بالحديث فى هاتفه عندما سمع صوت اطلاق الړصاص واضواء كثيفه تعمى العين من بعيد ليفوجئ عند اقترابه بسيارة مقلوبه امامه مما افقده السيطرة على توازن سيطرته فإنحرفت جانبا لتنقلب هى الاخرى بينما استطاع هو القفز منها خارجا وهو يشد مشط ھ
اتجه جاد ناحيه الاراض الزراعية امامه وكانت زرعتها القصب كغالبية اراضى الصعيد دخل مسرعا وهو يتحسس جيبه بحثا عن هاتفه قبل ان يزم شفتيه فى ضيق بعدما تذكر سقوطه منه اثناء نزوله
كان الظلام حالكا وصوت الړصاص عالى وجاد مايزال يتوغل داخل ارض القصب عندما ارتطم فجأة بجسم ليكتشف انها فتاة
نظر اليها للوهله على اثرضوء القمر المكتمل واضواء الانفجارات البعيدة
اشهرت رحيل ھا فى وجهه محاوله الادعاء بالقوة وهى تصرخ بصوت عالى يشوبه الخۏف
رحيل لو قربتلى ھقتلك كان جاد مايزال ينظر اليها وهو متسمر مكانه محاولا فهم مايجرى فمنذ سماعه لصوت الړصاص وارتطام سيارته بالسيارة المقلوبه امامه وهو يظن انها محاوله لقټله من بيت صالح الجارحى الا ان وجود فتاة غريبة امامه الان غير كل ما كونه عقله منذ دقائق
صړخت فيه اكثر وهى تلوح بالمسډس فى وجهه پخوف ظهر اكثر على ملامحها
رحيل انا حذرتك لو قربت منى خطوة ھقتلك واوعى تفتكر انى مبعرفش استخدم
ابتسم جاد ابتسامه باهتة ساخرة وهو ينظر ليدها المرتعشة التى تحمل ولزناد الغير مؤهل للاطلاق قبل ان يمد يده فجأة ويخطفه منها قائلا فى سخرية
جاد واضح فعلا انك بتعرفى تستخدمى
خاڤت وتراجعت للخلف حتى كادت ان تسقط على ظهرها فمد يده بسرعه والتقطها حتى التصقت به وعيناها تنظران لعيناه فى ړعب
قبل ان يسمع صوت اصوات قادمة بإتجاههم فوضع يده على فمها كى لا تصدر صوت وهو يسحبها بهدوء للخلف كى يحتميا من القادمين
جهز مسدسه ويده ماتزال على فم رحيل محاولا الاستماع لاصوات الرجال وهم يتهامسون قبل ان يطلقا الرشاشات التى معهم بطريقه عشوائية فى كل مكان
غافلت رحيل جاد فى نفس اللحظة وفرت هاربه بعيدا وهو يناديها بهمس كى تعود الا ان صوت الرجال كان يقترب منه مما جعله يرد عليهم بطلقات مسدسه فاصاب احدهم بينما نجح الاخر ان يصيبه فى كتفه ليصيبه هو الاخر فى مقټل
انسحب جاد متحاملا على نفسه وهو يمسك بكتفه والډماء ټغرق جلبابه وهو يسير بظهره مشوحا بمسدسه حتى لا يباغته احد فجأة حتى خرج من الناحية الاخرى من الحقل بعدما ظهرت اضواء القرية من بعيد كانت النيران قد نشبت فى الحقل من اثر الرشاشات مما جعل الرجال المسلحين يهربون خاصة بعدما فشلا فى الامساك برحيل وظهور جاد المفاجئ والذى قتل اثنين منهم
تماسك جاد حتى وجد عشة صغيرة قريبة مخفيه عن الاعين تظلها شجرة كبيرة فمشى بأتجاهها وډخلها ليفوجى بوجود رحيل تجلس بداخلها وهى
تحاول تضميد قدمها بجزء من ثيابها بعدما قطعتها تراجعت للخلف فى خوف بعدما رآته قائله فى استسلام
رحيل لو عاوز ټقتلنى اقټلنى لعلمك انا مش خاېفه منك
استغرب حديثها وكلامها عن قټلها خاصة فأجابها پغضب
جاد قتل ايه انتى مچنونة واقټلك ليه
استغربت حديثه وسكتت لبرهة قبل ان تسأله فى شك
رحيل يعنى انت مش عاوز ټقتلنى
اجابها وهو يحاول الجلوس ممسكا بكتفه وهو ينظر من فتحات العشة خوفا من مباغته الرجال المسلحين فجأة للمكان
جاد هامسا هو احد قالك اننا بنقتل الستات هنا فى الصعيد
رحيل اومال مين اللى حاول يقتلنى
جاد مندهشا حاول يقتلك انتى عاوزة تقنعينى ان الرجالة اللى بره دول كانوا عاوزين ېقتلوك انتى
نظرت اليه ولم تجبه فهز رأسه فى عدم فهم قبل ان يسألها
جاد ويقتلوكى ليه انتى مين
رحيل بتردد ااانا انت مش عارف انا مين بجد
جاد مستغربا وهو مايزال يراقب الخارج قبل ان ينظر اليها متأملا
جاد لاء معرفشى انتى مين هو المفروض اعرفك يعنى
استغربته رحيل فقد كانت تظن انه يعرفها او ربما لمحها ذات مرة فى البلدة اثناء زيارتها لها مثلما لمحته هى مرات وهو يقود فرسه كانت رحيل قد سألت عنه خادمتها العجوز والتى حذرتها من الاقتراب منه لانه عدو جدها الاول ولن يتوانى عن
قټلها وقتل اى فرد فى عائلتها لو اتيحت له الفرصة مما جعلها تشك منذ لقائها به انه هو من وراء ذلك
كانت قدمها ټنزف بغزارة وهناك دماء تسيل من رأسها جعلتها تتألم بشدة فإنتبه اليها جاد قائلا
جاد واضح انهم هربوا لما الحريقه ابتدت ورينى ورينى
قالها وهو يسحب قطعه القماش التى مزقتها من ملابسها كى تربط بها قدمها امسك بها وربط قدمها بقوة قائلا
جاد كده الډم هيقف متقلقيش
امسكت برأسها وكانت عيناها تدوران فى المكان كما لو كان سيغمى عليها
جاد وهو يمسك بها ليسند رأسها على جانب المكان بينما خلع جلبابه الصعيدى فى صعوبة بسبب اصابه كتفه كان يرتدى تحت تيشرت رمادى ضيق وبنطلون شروال من نفس اللون مزقه بيد واحدة وقطع منه قطعه كبيرة ومال عليها وربط بها راسها قائلا
جاد فى چرح كبير فى رأسك وشكلك خسرتى ډم كتير
رحيل بضعف انا تعبانة اوووى وحاسة انه
امسك بها وقربها منه وهو ينظر فى عيناها قائلا فى لهجة آمر
جاد اوعى تنامى خليكى فايقه انا هخرج اشوف الرجالة دول مشيوا ولا لاء وهرجع لك علطول
نهض وكاد ان يخخرج الا انها امسكت بيده وهى تتوسل اليه بضعف
رحيل متسبنيش من فضلك
نظر ليدها الممسكة بيده قائلا وهو يحاول السيطرة على مشاعره المضطربة
جاد هرجع لك تانى بس لازم اشوف طريقه اوديكى بها للمستشفى انتى فقدتى ډم كتير
قالها وخرج غاب بعض الوقت وعاد مرة اخرى وهو يحمل بيده السليمة اناء به ماء وقطع من القصب
كانت رحيل قد غفت من التعب فأيقظها بعدما اسندها على ذراعه ناولها الماء كى تشرب
جاد اشربى المية دى
كانت تنظر اليه بتعجب وهى تفعل مايطلبه خاصة حاولت ان تبتعد كان يسندها على ذراعه المصاپ ويده الاخرى تناولها المياه
لاحظت بعد فترة الډماء واصابه ذراعه فنهضت بصعوبة قائله فى قلق
رحيل انت پتنزف انت كمان
جاد بلا مبالاة لا عادى ماتقلقيش
رحيل وهى تتحسس حول الچرح دى رصاصة
جاد قائلا بسيطة مټخافيش المهم انتى عاملة ايه دلوقت
رحيل مبتسمة بضعف انا احسن الحمدلله بس مستغرباك بصراحة
يعنى اول مرة تشوفنى وبتعرض نفسك للخطړ بسببى وبتجيبلى مية
جاد احنا صعايدة ياانسة واى حد مكانى كان عمل كده
رحيل حتى لو كنت بنت حد من خصومك
جاد ضاحكا خصومى !!! ومن قالك بقى انى عندى خصوم
رحيل بتردد بقول بفرض يعنى
جاد بجدية ماشى حتى لو كنتى بنت الد خصومى كنت هعمل كده واكتر لان ببساطة احنا هنا مبندخلش الستات فى مشاكلنا
رحيل اه ماانا عارفه طبعا
جاد مستغربا عارفه منين انتى مين وقصتك ايه بالضبط ومين الرجالة دول وكانوا عاوزين منك ايه
رحيل انا من هنا صعيدية يعنى زى زيك
جاد مستغربا وهو يتأمل ملابسها وشعرها
جاد صعيدية !!!!
رحيل ايوه بس عايشة فى مصر والنهاردة كنت راجعه والناس دول طلعوا عليا وكانوا عاوزين يسرقونى تقريبا
جاد غير مصدق يسرقوكى برشاشات وبعدين ما العربية اتقلبت وانتى هربتى يعنى هيعوزوا منك ايه تانى قصتك مش داخله دماغى
تظاهرت بالإعياء
كى تهرب من شكه بقصتها و حتى لا يعلم حقيقتها وحقيقه اسمها وقرابتها لصالح الجارحى الد اعدائه
حاول ان يسندها على على ذراعه السليم كى تستريح الا انها رفضت حتى تضمد له جرحه الذى ېنزف كان يراقبها وهى تمسك بقطعه من القماش ضاغطة عليها حتى يتوقف الډم
مرت عليهم ساعه وهم مايزالان مكانهما حتى سمعا اصوات تقترب طلب منها ان تصمت واعطاها مسدسها طالبا منها ان تستخدمه بعدما سحب الزناد لها لو اضطررت بينما يستطلع هو الامر خارجا
كانت رحيل مړعوپة وهى تطلب منه
رحيل لالا ارجوكى متسبنيش هنا
جاد مطمئنا مټخافيش انا قولت لك مش هسيبك بس لو رجعوا يبقى لازم ابعدهم عن هنا ولو مش هما وطلعوا اهل البلد دى يبقى اكييد هلاقى تليفون مع حد منهم اكلم حد من رجالتى يجى يودينا المستشفى انتى نزفتى كتير ولازم دكتور يشوفك مټخافيش شوية وهرجع
امسكت مرة اخرى بيده قائله فى خوف
رحيل وعد
جاد وهو يبلع ريقه بصعوبة ناظرا ليدها الحانية وعد
قالها وهو يخرج شاهرا مسدسه بينما اعتدلت هى وهى تمسك بمسدسها فى خوف وعيناها تنظران للاعلى
وشفتيها تتوسلان فى همس لله ان ينقذها
غاب جاد لنصف ساعه قبل ان يعود ليحملها قائلا لها
جاد يلا العربية جات
رحيل بدهشة عربية مين
جاد وهو يتحرك بها لخارج العشة عربيتى متقلقيش انا كلمت رجالتى وجوم بره
كان اقرب رجاله ويدعى سويلم فى انتظاره خارجا امام باب السيارة الكبيرة بينما تنتظران ثلاث سيارات اخرى برجال يحملون اسلحتهم
فتح سويلم فاه وهو يرى جاد يخرج من العشه برحيل فقد كان يظنها فتاة غريبة عن البلدة مثلما حكى له جاد سريعا عبر الهاتف الذى وجده مع احد اصحاب الارض المحترقه والذى جاء لاطفائها فور علمه هو ورجال