الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية طعنات الغدر (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم" ايمي"

انت في الصفحة 3 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بيضاء فيها كشكشة بسيطة وعلى الصدر
بعض النقوش الفضية وتنورة بيضاء ايضا وطرحتها البيضاء المطعمة بستان ابيض لم تكن هذه الملابس هى التى جاءت بها وانما 
قد وفرتها لها دادة فاطمة لحين تقوم الخادمة بغسل ملابسها
وبعدما ارتدت نيرمين  ملابسها التى جعلتها كالملاك فتحت باب حجرتها بمفردها لاول مرة وخرجت منها 

نزلت درجات السلم بهدوء وهى تلتفت حولها منبهرة بالقصر الفخم وديكوراته الرائعة
وهنا شاهدتها رقية فقالت حمد الله على السلامة ماشاء الله اتحسنتى خالص 
ابتسمت نيرمين  وقالت متشكرة اوى بس ممكن تقوليلى اخرج للجنينة منين اصلى تايهة هنا خالص
ضحكت رقية ثم قالت لا يستحسن متخرجيش الجنينة لانه مينفعش
نيرمين  بتعجب ليه
روقية هى دادة فاطمة مقالتلكيش ولا ايه
نيرمين  على ايه
مينفعش تخرجى الجنينة علشان سيف  بيه بيخرج كالعادة يقرأ ويستجم لحد معاد الغدا دى عادته كل يوم
نيرمين  طب ايه المشكلة يعنىفيها ايه هو خروجى هيمنعه فى ايه
رقيهعلشان 
قاطعتها دادة فاطمة واقفة ليه يارقيه روحى شوفى شغلك
رقيه اصلها بتسالنى ليه مش هينفع تخرج الجنينة وانا بقولها 
دادة فاطمة مقاطعة خلاص خلاص روحى انتى وانا هفهمها
اسطحبت دادة فاطمة نيرمين  الى مكان هادئ وقالت اقعدى يا نيرمين  
نيرمين  انا مش فاهمة حاجة بصى يا حبيبتى اللى هقولهولك ده مافيهوش اى اهانة ليكى صدقينى 
خروجك دلوقتى مينفعش لان سيف  مبيحبش يقرأ وفيه حد فى الجنينة بره حتى انا 
نيرمين  امره غريب ليه يعنى 
دادة هو تفكيره كده بيحب الهدوء
وعلى فكرة يا نيرمين  انتى حظك حلو اوى 
اندهشت نيرمين  من مناداة دادة فاطمة ليها بهذا الاسم
دادة فاطمة ايه انتى مالك مندهشة كده 
نيرمين  مين نيرمين  دى
دادة انتى ماهو انا عرفت اسمك من هنا 
واشارت الى البطاقة التى كانت محترقة والتى قامت نيرمين  بحفظها 
امسكت نيرمين  البطاقة التى لم يظهر فيها سوى الاسم الاول فقط نيرمين 
وجزء بسيط من صورتها التى تدل على ان البطاقة لها بالفعل
رفعت نيرمين  بصرها عن البطاقة وسرحانة
دادة مالك يا نيرمين 
نيرمين  ابدا مافيش
دادة طب يلا تعالى انا وانتى افرجك على شوية لبس اشترتهولك 
نيرمين  لبس بس ليه كده يا دادة 
دادة متبقيش خايبة دى حاجة بسيطة تعالى تعالى
انقضى نصف اليوم بسلام 
ولكن هل هذا السلام سيدوم هذا ما سنراه
سيف  متكئ على اريكته امام المدفأه فى هدوء تام وجاءت من خلفه دادة فاطمة لتفاتحه فى امر نيرمين  ليتحمل وجودها فترة معينة حتى تتعافى ولكنها تخشى من رد فعله
فبالرغم من حبه الشديد لها الا انها تعلم حساسية الموضوع بالنسبة له
وهى تعذره فما حدث له ليس بالهين عليه فبسبب حبه الاول لا يستطيع ان يمشى على قدميه بدون عصى بالرغم من انه فى ريعان شبابه 
كل هذا كان يجول فى خاطرها وهى آتية من خلفه فى تردد
ولكن سيف  شعر بها
سيف  ملتفتا خير يا دادة فى حاجة
دادة وهى تجلس امامه عايزة اتكلم معاك بس مش هنا فى مكتبك
سيف  ليه يا دادة خير
دادة خير ان شاء الله
جلس سيف  على مكتبه الانيق واراح ظهره للخلف ونظر للسقف فى كبرياء اتكلمى يا دادة
دادة فاطمةاوعدنى الاول انك متتعصبش
سيف  انا كده قلقت
دادة شوفت اهو من اولها هتقلب
سيف  اى شئ هتكلمينى فيه باستثناء البنت اللى هنا انا اوعدك انى مش هتعصب ولا هتضايق
دادة انت كده صعبت عليا الموضوع يا سيف 
اعتدل سيف  فى جلسته ونظر بجديه الى دادة فاطمة نظرة احست منها دادة فاطمة بالخۏف من ردة فعله 
قالت دادة بتوترانا بس عايزة افهم انت ليه مش مصدقها
سيف  حتى لو مصدقها برده مش عايزها هنا
دادة طب هتروح فين
سيف  وانا مالى يا دادة هو انا مسئول عنها تروح مطرح ما تروح
دادة لا بقى انت مسئول عنها من ساعة ما دخلت بيتك دى مالهاش حد ومسكينة هنرميها يعنى
سيف  ااووووووووووف بقى يا دادة الله يخليكى احنا انتهينا من الموضوع ده
كان لازم تنبهيها انها لازم تمشى النهاردة
دادة طب هتمشى تروح فين
سيف  اى مكان انا مالى
دادة وهى دى برده المروءة تسيب واحدة ست زى دى لوحدها مالهاش حد وياريتها حتى عارفة حاجة عن نفسها الا يا حبيبتى تايهة ومش عارفة اى حاجة انت عمر ك ما كنت قاسى كده يا بنى ليه كده
سيف  انتى بيدخل عليكى الكلام ده برده يا دادة قال فاقدة الذاكرة قال صدقينى كل التمثيلية دى علشان الفلوس انا عارف الاشكال دى كويس 
وعلشان اريحك خلاص يا دادة هديها قرشين تاجر بيهم مكان تقعد فيه لحد ما تخف ده اذا كانت صادقة فعلا
دادة يعنى مافيش فايدة
سيف  لو انتى محروجة سيبيلى الموضوع ده
دادة انا حاسة انك مش سيف  اللى انا ربيته اتغيرت اوى
سيف  بكبرياء الدنيا هى اللى اتغيرت مش انا
دادة اللى انت عايزه يا ابنى انا هناديلها واللى يريحك اعمله بس ذنبها هيبقى فى رقبتك
ذهبت دادة فاطمة وقلبها ينفطر الى حجرة نيرمين  وهى متماسكة ولم تظهر لنيرمين  اى شئ 
لم يطاوعها قلبها ان تخبرها بما قاله سيف 
وطلبت منها ان تذهب للتحدث مع سيف  لانه يريدها فى امر مهم
واصطحبتها الى حجرة المكتب هنا نيرمين  قالت
وقفتى ليه يا دادة مش هتدخلى معايا
دادة بحزن ادخلى انتى يا بنتى هو عاوزك فى حاجة انا ماليش فيها انا هستناكى هنا
طرقت نيرمين  حجرة المكتب ودخلت بعد ان اذن لها سيف 
وقد كانت تراه لاول مرة كان جالسا على المكتب على الكرسى المتحرك وقد اعطاها ظهره لم ترى منه سوى شعره البنى الغزير وهو يضع اصابعه فى الشعر محاولا تسويته الى الوراء
احست بارتباك شديد ولكنها تمالكت نفسها 
استدار سيف  ليجدها واقفة امامه لم يطلب منها حتى الجلوس 
وقف بقامته الطويلة امامها فطولها اقل من كتفه بشئ بسيط وكان ممسكا بعصاه متكئا عليها
نظر اليها والى هيئتها فلم يرها منذ ان جاءت مغطاه بدمائها 
فقد راى ملامحها الهادئة لاول مرة نظر الى جبينها الذى عليه شريط صغير من الجنب مكان الچرح
وقال شكلك اتحسنتى كتير 
نيرمين  بصوت هادئ الحمد لله وهى تنظر الى العصا التى يتوكأ عليها 
فهى لم تكن تعلم بهذا فاحست بالاسى عليه
اتجه سيف  ناحية خزانته واخرج مبلغا من المال ووضعه امامه على المكتب 
ثم قال دول يكفوكى
نيرمين  ايه دول
سيف  محدقا فيها بقوة دول اللى انتى محتاجاهم
نيرمين  مش فاهمة
سيف  من الاآخر كده شوفيلك مكان تانى غير هنا دول هيكفوكى وزيادة ولو احتاجتى غيرهم انا مستعد اساعدك
وقعت تلك الكلمات على قلبها كسکين حاد الى هذه الدرجة استطاع اهانتها
ولماذا قال هذا الكلام كيف استطاع ان ينطق بهذا الكلام المهين بالنسبة اليها انها ليست متسولة ولا ترغب فى المال
ظلت واقفة من هول الصدمة واسترسل سيف  بالكلام غير مبال حالتها 
قال اكيد الفلوس دى احسنلك من وجودك هنا هاتى اى حاجة انتى عايزاها وهتعرفى تتعالجى بيها دى فلوس كتير مټخافيش
نيرمين  بصوت مخڼوق وتحاول جاهدة الا تظهر ضعفها بدموعها
ومين قالك انى عايزة فلوس هو انا جيت هنا علشان الفلوس حضرتك غلطان
سيف  وهو متكئ على الكرسى المتحرك وهو يتحرك يمينا ويسارا امال جيتى ليه
هى دادة فاطمة ماقالتلكش انى 
قاطعها قائلا سيبك من دادة فاطمة خليكى معايا انتى عايزة ايه
لو مش عايزة الفلوس اومال عايزة ايه
نيرمين  كنت عايزة بنى ادمين يقفوا جنبى فى محنتى بس الظاهر انهم خلصوا 
ثم استدارت واتجهت ناحية الباب واخذت تجرى متجهه الى الحديقة نادتها دادة فاطمة لكنها لم تستمع لندائها
اخذت نيرمين  تجرى تاركة القصر ولا تدرى الى اين هى ذاهبة
المهم انها تريد الانتصار لكرامتها
دخلت دادة فاطمة الى سيف  ليه بس كده يابنى ليه طردتها الله يسامحك تروح هى فين دلوقتى
سيف  انا مطردتهاش انا عرضت عليها فلوس بس لكن رفضت
دادة لو كانت زى ما كنت بتقول كانت مصدقت خدت الفلوس ومشيت لكن انت ظلمتها وجرحتها مش كفاية اللى هى فيه
علشان خاطرى الحقها هتروح فين المسكينة بس
نظر سيف  الى دادة فاطمة كانه نادم على ما فعله ثم خرج بخطوات سريعة وهو يتكئ على عصاه لعله يلحق بنيرمين 
لكنه لم يجدها فى الخارج يبدو انها كانت مسرعة
استقل سيارته ثم خرج للبحث عنها
ى 
الفصل الثالث
سيف  استقل سيارته الفخمة متجها الى الطريق لعله يلحق بنيرمين  اخذ ينظر من النافذة وينظر امامه لعله يراها وبينما هو يسير اذا به يلمح احدا على الجانب الطريق ولكن لسرعة السيارة لم يتبين ان كانت هى ام لا لم يستطع ان يتبين
اوقف سيف  سيارته ونزل منها ثم اتجه الى جانب الطريق الذى لمح فيه نيرمين  ربما تكون هى بل اكيد هى
اقترب اكثر فوجدها تجلس على صخرة ووجها باتجاه الاشجار وظهرها للطريق وهى واضعة يدها على عينيها
انها تبكى رق قلب سيف  لحالها فقد كانت دادة فاطمة محقة فعلا اين تذهب هذه المسكينة
ما شعر به سيف  تجاه نيرمين  هو مجرد الرأفة بحالها فقط وقف سيف  خلفها وهو متردد فى ان يكلمها 
فهو يرتب ما سيقوله حتى لا يظهر ندمه لها وفى نفس الوقت يعيدها الى القصر
وهنا عزم على ان يكلمها فقال انتى قاعدة هنا لوحدك ليه
نيرمين  ملتفته وهى مخضۏضة لقد كاد قلبها يقف اخذت تتنفس بسرعة من الخضة ثم قالت وده يهمك فى ايه
سيف  وهو يقترب منها اكثر تعالى معايا دادة فاطمة قلقانة عليكى اوى
نيرمين  بس البيت مش بيتها علشان اروح لها صحيح وقفت جنبى وعاملتنى زى بنتها بس هى متملكش حاجة
كتر خيرها على كل اللى عملته معايا 
سيف  وهو يتنهد يعنى مش هتيجى المكان هنا مش آمن عليكى 
نيرمين  وهى تبتسم ابتسامة خفيفة مستهزئة فى خفاء متشكرة اوى على خۏفك عليا بس المكان هنا مش هيفرق عن هناك كتير على الاقل مش هلاقى حد يجرح كرامتى هنا
لوى سيف  شفتيه وهز راسه اعلى واسفل قائلا انتى زعلتى منى علشان عرضت عليكى فلوس
انا بس كنت بختبرك واشوف فعلا انتى طمعانة فى فلوس ولا لا بس انتى اثبتى انك صادقة باللى عملتيه
ثم حدق فيها بجدية ووقعت عيناه على عينيها التى استحت ان تحدق فيه هى الاخرى فاسقطت نيرمين  نظرها على الارض
حياءا وخوفا من نبرة صوته ثم قال بنبرة ټهديد
ولو ان رد فعلك مكنش عاجبنى بس هسامحك علشان انا عاذرك
نيرمين  وهى تنظر بتعجبكمان طلعتنى غلطانة
سيف  طبعا غلطانة انتى ليكى راى تانى هاااا هاتيجى معايا ولا لا
يلا مستنية ايه عربيتى هناك
وافقت نيرمين  على الذهاب معه وذلك لانها لا تجد خيارا آخر بل ان الله انقذها مما كانت ستلقاه ان لم ياتى سيف  لياخذها من هذا المكان وخصوصا ان الشمس كانت على وشك الغروب
ركبت نيرمين  السيارة ولكن فى الخلف حياءا منه
ولم يطلب سيف  من نيرمين  ان تجلس بجانبه بل انه كان سيطلب منها ذلك ولكن حياء نيرمين  حماها من الاحراج الذى كانت ستقع فيه
وطول الطريق لم يتكلما بكلمة واحدة
 

 

انت في الصفحة 3 من 118 صفحات