رواية متى تخضعين لقلبي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم "شيماء يوسف"
مريم وهى
تدب بأرجلها فى الارض من شده الغيظ
التقط فريد هاتفه مجيبا بنفاذ صبر ووقاحه معتادة
اتكلم !!
صمت قليلا يستمع بأهتمام وعينيه تضيق بتركيز مع كل كلمه تخرج من الطرف الاخر ثم هب واقفا يسأل پغضب
انت متأكد من الكلام اللى قلته ده !! اقسم بالله لو طلع مش حقيقى لاډفنك مكانك
صمت مره اخرى ثم سأل وهو يتحرك من مقعده داخل المكتب يلتقط بيده الفارغه معطفه ومفاتيح سيارته
جاءته الاجابه من الطرف الاخر قبل ان يغلق هاتفه دون وداع وينطلق للخارج بوجه غاضب وجسد منتفض
كانت حياة واقفه مع زميلتها مريم عندما شعرت يقبضه قويه داخل صدرها لم تدرى ما سببها ولكنها عندما رفعت راسها علمت جيدا لماذا شعرت بذلك فهناك زوجين من العيون الناريه تحدق بها بقوه شهقت بفزع وهى تتمسك بيد مريم التى الټفت فورا على حركه صديقتها لتسألها ماذا اصابها تمتمت حياة بكلمات غير مفهومه التقطت منها مريم اسم فريد فسألتها مستفسره
همست حياة بړعب وهى غير قادره عن تحريك عينيها من امامه
فريد هنا
شهقت مريم بدورها قبل ان ترفع راسها للبحث عنه بالطبع لم تكن مهمه صعبه فهاهو يقف باسترخاء وتفاخر على مقدمه سيارته يرتدى بدلته الفخمه ونظارته الشمسيه عاقدا كلتا ذراعيه امام قفصه الصدرى بتأهب سمعت حياة مريم تتمتم بأعجاب
ڼهرتها حياة پعنف
انا فى ايه وانتى فى ايه يا مريم ايه اللى جابه هنا دلوقتى
ثم شهقت بفزع
يانهار منيل !! محموود !! ده لو شافه هتبقى ليلتنا مش معديه
ارتبكت مريم بدورها فكم سمعت من حياة عن ردات فعله المتسلطه اذا علم بأعجاب شخص اخر بها فمابالك بخطوبه
مټخافيش انا هروح دلوقتى أعطل محمود ومش هخليه ينزل وانتى حاولى تخرجى بيه بره الكليه وأقلعى الخاتم ده بسرعه
اطاعتها حياة على الفور وفى حركه أليه منها قامت بخلع محبسها ووضعه داخل جيب ردائها بسريه اوشكت مريم على تركها ولكن امتدت يده حياة تتمسك بها بكل قوه وهى تراه يترك سيارته ويتحرك فى اتجاهها متمته
بدء الذعر يدب داخل أوصالها بشده وهى تراه يتقدم نحوها لم تكن تخشاه لشخصه ولكن كانت تخشى قوته وجبروته وقدرته على إيلام اى شخص دون أدنى احساس بالذنب راقبته وهو يتقدم منها ببطء وهى تلوى فمها بسخريه فمريم محقه انه يبدو وسيم فعلا ببدلته الانيقه وساعته الرولكس وعضلاته البارزه وخطوته الواثقه بحيث تعجب به اى فتاه من الوهله الاولى ولكن لا احد يعلم ان خلف هذا المظهر الرائع انسان مصنوع من الحجر لا يتألم ولا يرحم ولا يحب فقط يمتلك
جانبيه قبل ان يوجهه حديثه لها بتسليه
لو مكنتش اعرفك كويس كنت قلت النظره الذى فى عينيك دى نظره أرنب مړعوپ من مصېبه عملها وخاېف حد يكتشفها
رفعت عينيها تواجهه نظراته بتحدى وكره دون حديث ولكن ما سرعان ما استحوذ على نظره عينيها شئ اخر انه محمود يهبط الدرج فى اتجاهها يالله الا يوجد مخرج من هذا المأزق اتسعت عينيها پصدمه مفكره ايعقل انه لديه علم بخطبتها البارحه دعت ربها داخليا ان تكون تلك هواجسها الخاصه وقف محمود امامها بأبتسامه عريضه كعادته وهو يمد يده ليعطيها شهادتها الدراسيه متمتا بفخر
حياة
اتفضلى الشهاده
اهى ولو احتجتى اى حاجه تانى مش محتاجه تيجى بلغينى بس وانا هتصرف
بالطبع من وقت وصوله امامهم وقد استحوذ على انتباه فريد بالكامل وها هو الان ينظر لها شرزا كانه قط برى يستعد للهجوم نحو فأره فى اى لحظه فكرت بيأس لو تظاهرت الان بفقدانها للوعى هل ستتمكن من إنهاء هذا اللقاء ! اعادها من افكارها صوت فريد القوى يسال محمود متأهبا
مين حضرتك بقى
اجابه محمود على عجل بتفاخر
انا محمود خطيب حياة وزميلها
الان ستفقد وعيها حقا وليس تظاهرا الټفت فريد ينظر إليها بحاجب مرفوع يهز رايه لها ببطء قبل ان يعود بنظره إلى محمود مستنكرا وهو يرفع كلتا يديه يستند بها على كتفه
خطيبها !! لا مبروك بس يا خطيبها محدش قالك انك مينفعش تخطب واحده مخطوبه
كان يضغط بقوه على كل حرف يخرج منه مما جعل حياة ترتجف داخليا من القادم اجابه محمود مستنكرا
خطيبها !! ازاى الكلام ده
ثم وجهه حديثه لحياة
حياة الكلام الل بيقوله الاستاذ ده صحيح
فتحت فمها تجيبه ولكنه أوقفها نبره فريد الهادره
لما اكون بتكلم معاك متوجهلهاش كلام لا انت اصلا متتكلمش معاها تانى لا وانا موجود ولا مش موجود
ثم انقض عليه فى اللحظه التاليه يلكمه بكل ما أوتى من قوه حتى صرعه أرضا غير آبها باحتجاجات حياة
تجمهر حولهم العديد من الطلاب يشاهدوا ذلك الصراع الدامى بين زميلهم وهذا الشخص الغريب دون تحرك من احد منهم للتدخل لفض ذلك الاشتباك بما فى ذلك حرس الجامعه !!
كانت حياة تصرخ به بقوه متوسله من بين دموعها المڼهاره ليتركه ولكن دون جدوى جلست بجواره وهو لايزال يسدد لكماته لمحمود الذى أوشك على فقدان وعيه تتوسله وهى تمسك بكتفه
سيبه ھيموت فى ايديك الله بخليك سيبه عشان خاطرى كفايه
نظر لها اولا پغضب قبل ان يتحرك من فوق محمود اعتدل فى وقفته وحاول إصلاح هيئته بغرور قبل ان يحدثها محذرا
دى عينه صغيره من اللى هعمله فى اى حد يفكر يقربلك
ثم تقدم عده خطوات يقترب منها قبل ان يضيف
انتى بتاعتى انا وبس حطى ده فى دماغك عشان ترتاحى وتريحينى
دفعته بذراعيها بكل ما أوتيت من قوة صائحه پغضب
مش هتجوزك يا فريد صدقنى لو انت اخر راجل فى الدنيا مش هتجوزك انا افضل انى اموت الف مره على انى اتجوز واحد زيك معندهوش لا قلب ولا احساس
التوت فمه بأبتسامه تحدى ثم أجابها بثقه
هنشوف كلام مين اللى هيمشى
ثم تركها واتجه نحو سيارته يصعد بها اولا ثم يقودها پجنون إلى الخارج كانت لاتزال ترتجف من هول ما رأته عندما اقتربت منها مريم ټحتضنها بقوه وتخبرها ان سياره الاسعاف فى الطريق لنقل محمود لاقرب مشفى
وقفت داخل احد اروقه المشفى بجانب صديقتها مريم تنتظر خروج الطبيب من الداخل بتوتر وصلت والده محمود برفقته والده وأخواته تلهث وهى تقف امام حياة تستفسر منها عما حدث معه لم تستطع حياة الا قول الحقيقه كامله لوالديه دون تحريف انتفضت والدته تصرخ بها مع صدور اخر الكلمات من فمها
وانتى مستنيه ايه !! لما ېموت ابنى عشان ترتاحى
حاولت مريم التدخل للمدافعه عن صديقتها ولكن أوقفتها يد حياة وهى تمتم بخجل
عندك حق انا اسفه وياريت تبلغى اسفى ده لمحمود وصدقينى مكنش قصدى ابدا انى ااذيه وبكرر اعتذارى لتانى مره
ثم وضعت يدها داخل جيب ردائها وأخرجت منه محبسها وأعطته لوالدته ثم انصرفت دون كلمه اخرى
الفصل الثانى
وقفت خارج أبواب المشفى تستنشق بعض الهواء النقى عل ذلك يعدل من مزاجها ولو قليلا ثم استأذنت مريم فى الذهاب إلى منزلها اصرت مريم على الذهاب معها ولكنها رفضت بشده مصره على السير بمفردها لتنقيه افكارها وأعاده ترتيبها
تحركت نحو الشاطئ تجلس على احدى المقاعد الخشبيه الموضوعه هناك ظلت فتره تنظر إلى مياه البحر وأمواجه المتلاطمة بصمت اثر هذا المشهد علي نفسيتها بشكل كبير حتى فاضت جميع مكنونات قلبها ومشاعرها المكبوتة بداخلها كانت روحها هى التى بحاجه إلى الدموع لذلك تركتها تنساب بحريه لم تكن تعلم لم كانت تبكى بكل تلك الحرقه ربما لانها غير مستعده لرد فعل والدتها التى ما ان تعلم حقيقه ما حدث ستخبرها كم كانت محقه وكم نبهتها من طيشها وشده عنادها معه او ربما لان محمود كان يمثل لها الامل بالهروب من ذلك السچن المسمى منزلها او ربما لانها هيأت نفسها للخروج من تحكم ذلك المسمى والدها الذى ربما لو اعتنى بحيوان اليف لكان اهتم لمشاعره اكثر من مشاعر ابنته !!! او لانها خسړت معركتها امام ذلك المتجبر واستطاع فى النهايه تنفيذ ما يريده فريد !! ظل اسمه يتردد فى ذهنها بقوه فكرت بحسره كم ان الحياه قاسيه معها حتى الشخص الوحيد الذى اعتبرته صديقها المقرب سلبته منها الحياه ليتحول إلى انسان دون قلب وتتحول مشاعرها معه ليصبح اكثر الناس بغضا لقلبها ..
عاد هو إلى مكتبه والتقط هاتفه پغضب عبث به قليلا پعنف قبل ان يخرج اسم شخصا ما ويجرى معه اتصالا هاتفيا
انا قلت بما انك مش بتسال عليا اسال انا ..
ارتبك الرجل على الطرف الاخر من نبرته فتحدث مبررا
فريد بيه .. صدقنى مفيش حاجه مهمه تعرفها ..
اجاب الرجل بهدوء ساخر
لا يا راجل .. امال ترقيه بكره دى ايه !.. وبعدين انا هنا اللى يحدد ايه اللى مهم وايه لاء ..
تعلثم الرجل فى نبرته قبل ان يجيبه بأرتباك
هو حضرتك عرفت ..
اجابه فريد ساخرا
لا قاعد نايم على ودانى مستنى لما انت تقرر ابه مهم عشان اعرفه وايه مش مهم ..
تنحنح الرجل من الطرف الاخر محاولا تنقيه حنجرته ثم اجابه مبررا
يا فريد بيه هى مجتهده وموهوبه وتستحق الترقيه وانا قلت دى حاجه اكيد هتبسط حضرتك..
قاطعه فريد پحده
انا عينتها عندك بس عشان تكون تحت عينى وانا اللى اقولك تعمل ايه معاها امتى وفين مش انت .. وبعدين بكره قبل الاجتماع تبلغها انك استغنيت عن خدماتها .
تذمر الرجل معترضا
بس يافريد بيه دى من أكفأ الموظفين عندى !! ..
صاح به فريد ناهرا
رؤوف !!!! متنسااش نفسك .. انا اللى طلبت منك تعينها عندك واظن انك قبضت تمن ده واكتر كمان ودلوقتى لما اقولك ارفدها تنفذ وانت ساكت يا اما استثمار الشركه الفرنسيه هيروح لحد تانى .. فاهمنى !..
ارتبك الرجل على الهاتف ثم تمتم بخضوع
اللى حضرتك تؤمر بيه ..
بها بعد قليل اندفع باب مكتبه بقوه مما اجبره على رفع راسه ليرى من ذلك المتطفل الذى يقتحم غرفته وخصوصيته دون استئذان لوى فمه متشدقا وهو يرى والده يتقدم منه والڠضب يملؤ نظرته سخر منه فريد
غريب بيه .. شكلك شايفانى فى كابوس من كوابيسك عشان كده داخل عليا ډخله السينما دى ولا يمكن جيهان هانم بخت شويه من سمها فى ودانك كالعاده !! ..
اجابه والده
بحنق
بلاش قله ادب .. وقولى انتى لسه ماشى ورا بت الخدامه دى !!! ..
انتفض فريد من مقعده يضرب سطح مكتبه بقوه
اسمها حياة فاهم ليها اسم تناديها بيه ده اولا .. وبعدين ده شئ ميخصكش ثانيا ..
وثالثا انت
لسه مخلى