الأربعاء 25 ديسمبر 2024

روايه الامام ابو حنيفه مكتملة من الفصل الأول حتى الفصل الأخير

موقع أيام نيوز

كان الإمام الشافعي وهو صغير يعد نفسه إلى السفر ليذهب متجها إلى مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وبينما هو يجهز نفسه إذ بأمه قد دخلت عليه وقالت له محمد انهض يا بني فإني قد أحضرت ستين دينارا كي تأخذهم معك في رحلتك وكي تتمكن من الالتحاق بالقافلة المسافرة كي تتمكن من الارتحال إلى مدينة رسول الله .

وكان الغرض من وراء ارتحاله إلى المدينة المنورة أن يتلقى العلم والمعرفة على أيدي أفاضل العلماء والمشايخ الأجلاء والفقهاء الكرام ويتزود منهم بما أكرمهم الله من علم واسع ينفعه في أمور دينه وأمور دنياه تناول الطفل الصغير صرة الدنانير من أمه ووضعها في جيبه وشكر أمه وقبل يديها .
وهنا احتضنت الأم طفلها وأوصته كثيرا بالصدق  
قائلة له عليك بالصدق يا بني وهم الصغير ليلتحق بالقافلة وهنا احتضن أمه مرة أخرى 
وقال لها أوصني يا أماه فردت الأم قائلة يا بني الحبيب عليك بالصدق وإياك والكذب فالصدق منجاة لصاحبه اقتنع الصغير وعانق والدته ورحل .
سارت القافلة متجهة إلى المدينة المنورة وبينما تسير القافلة قامت مجموعة من قطاع الطرق بالسطو على القافلة وقاموا بسړقة جميع الأشخاص الموجودين في القافلة ولما وجدوا الشافعي صغيرا في السن 
سألوا أيها غلام هل معك شيء 
هنا تذكر الصبي ما قالته له أمه وقد أوصته مرارا بالصدق لأنه بمثابة منجاة لصاحبه وعلى الفور رد الصبي قائلا نعم لدي صرة بها ستون دينارا .
ولكن لم تصدقه اللصوص وتركوه ومشوا ظنا منهم أنه يسخر منهم ويهذي كبقية الأطفال ولما ذهبوا إلى زعيمهم سألهم هل سلبتم جميع ما بالقافلة فأجابوه بنهم وحكوا له ما حدث مع الغلام وهنا صمم على أن يذهبوا إلى الغلام ويأتوا به إلى زعيمهم .
وبالفعل ذهبوا وأحضروه فسأله زعيم اللصوص أصحيح تملك صرة من الدنانير فأجابه قائلا نعم فأنا معي ستون دينارا على الفور مد الزعيم يديه وقال أعطني إياهم فأخرج الغلام النقود فأخذها الزعيم ثم فرطها ليجد فيها المبلغ بالفعل .
تعجب الزعيم وقال هل أنت مچنون يا صغير فرد عليه قائلا لماذا رد الزعيم لماذا ترشدنا بنفسك إلى نقودك وتفصح عنها بإرادتك فكان من الممكن أن تكذب وكنا سنصدقك لأنك صغير رد الصبي لأن أمي أوصتني بالصدق مهما كان وقد عملت بنصيحتها .
صعق الزعيم والتزم الصمت قليلا وشعر بالندم لأمر طفل يصدق مع لصوص لا يخشون الله وأمر على الفور برد جميع ما سلب من القافلة وعلى رأسهم الشافعي وعاهدوا أنفسهم على التوقف عن قطع الطرق
إذا أتممت القراءة صلوا علي اشرف المرسلين صلي الله عليه وسلم