رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز (كاملة)
وهو يدير رأسه في ارجاء القاعة الحصة خلصت و فاضل ساعتين على الحصة الثانية.... يعني انا دلوقتي خارج نطاق الخدمة يا بوس. محمد بغيظابو ثقالتك يا اخي...انا إيه اللي خلاني اشغلك معايا.... طارق بصوت أنثوي مريع عشان بتحبني.... تنكر. اجابه الاخر بملامح مشمئزة أوي... طارق و قد إكتسى ملامحه بعض الجدية مالك يا صاحبي.... فكرك مشغول بإيه مسح محمد وجهه بتعب و كأن سؤال طارق المفاجئ أعاد له أفكاره التي ظن أنه هرب منها و حفكر في مين غيرها... الظاهر إن طريقي معاها نهايته قربت. طارق بحيرة قصدك إيه محمد بصوت مجهد مصرة على...... الطلاق كل مرة بتجيبلي حجة أغرب من اللي قبلها و انا بصراحة تعبت.... بحبها اوي بس كرامتي اهم عندي من اي حاجة ... شعر طارق بالاسف الشديد تجاهه فهو كان على علم بعلاقته مع نور منذ البداية و كأن متأكدا من أن صديقه سوف يتعب كثيرا...و لكن لم يتوقع أبدا ان نهاية حبه العظيم ستكون حزينة بهذا الشكل. الفصل الرابع الجزء الثاني أغلقت كاميليا باب الشرفة و نظرها مازال معلقا بالاضواء البعيدة تحتها التي كانت تلمع منيرة ظلام الليل.... تنهدت بحزن متجهة للسرير بخطوات مترددة لتتمدد فوقه بكسل جاذبة الغطاء لتدثر كامل جسدها.... تسللت نحو أنفها رائحة عطره التي تعشقها لتهز رأسها ببطئ لتجده يقف أمام التسريحة و في يده زجاجة العطر يعلقها ثم يضعها فوق الطاولة.... عقفت حاجبيها بدهشة عندما لاحظت أنه يرتدي بدلة أنيقة باللون الأسود مستعدا للخروج... رفعت الغطاء عنها ثم سارت نحوه قائلة إنت خارج دلوقتي اجابها ببرود و هو يرتب ربطة عنقهأيوا في مانع عضت شفتيها بغيظ فمنذ ثلاثة أيام و هو غاضب منها بسبب ماتفوهت به من حماقات في مكتبها مع هبة فلسوء حظها كان شاهين يراقبها من خلال كاميرا مزروعة داخل مكتبها ليشاهد و يسمع ردة فعلها بالكامل عند رفض تصميمها حاولت مصالحته بشتى الطرق و لكنها فشلت.... و هاهو الان يعاملها ببرود و جفاء غريبين سألته مجددا بس الساعة دلوقتي بقت عشرة بالليل الوقت متأخر و مش عوايدك يعني. رمقها بنظرات لامبالية قبل ان يلتفت نحو الباب قائلا حتأخر برا...نامي و متستنينيش. توقف عن سيره عندما إعترضت كاميليا طريقه موجهة نحوه نظرات لوم و عتاب شاهين.. هو إنت حتفضل زعلان مني لحد إمتى.... انا إعتذرتلك مية مرة بس إنت رافض حتى إنك تسمعني.... و الله انا مكانش قصدي.... أمسكها من كتفيها يهزها برفق مقاطعا كلامها صارخا بنبرة غاضبة بقى بتقولي إنك حتطلقيني قدام صاحبتك و كأنها كلمة عادية ملهاش اي معنى..... للدرجة دي هاين عليكي كل اللي بينا.. هان عليكي الحب و العشرة.... حتى لو مكنتيش بتعنيها.... حتى لو كنتي بتهزري المفروض كلمة زي متنطقيهاش على لسانك... لو كنتي... بتحبيني بجد مكنتيش قلتي كده . إغرورقت عينيها بالدموع و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا نافية مايقوله قبل أن تهتف بصوت مخټنق لا و الله انا بحبك... تركها لترتد بجسدها قليلا إلى الوراء شاهقة بقوة لتتمسك بطرف السرير إلتفت شاهين نحوها بسرعة يتفحصها بقلق ظنا منه أنه قد دفعها بقوة دون قصد منه..... إرتدت ملامحه ثوب اللامبالاة من جديد هاتفا باستهزاء لا باين... باين اوي بأمارة الكوابيس اللي لسه بتجيلك كل ليلة...نظرات الړعب و الخۏف اللي لسه بشوفها في عينيكي كل ما قرب منك... بالرغم من كل حاجة عملتها على شانك لسه مش قادرة تتجاوزي اللي حصل زمان.... أنا كل يوم بعتذرلك و بتاسفلك و بحاول أعبرلك على ندمي و اعوضك بأي طريقة.... إتغيرت كثير على شانك... كل همي إنك تنسي و تحاولي تحبيني.. مش طالب غير حبك.. بس للاسف لسه الحال زي ماهو من ثلاث سنين..... أغمض عينيه بقوة وهو يوليها ظهره... لا يريد أن تأثر عليه بدموعها و بكائها رغم أن اكثر شيئ يكرهه في هذه الدنيا هو رؤية دموعها و حزنها. تنهد بصوت مسموع قبل أن يضيف كاميليا انا حسافر أمريكا الاسبوع اللي جاي عشان عندي صفقة مهمة.. ححاول ابعد الايام دي عشان ترتاحي و تهدي أعصابك...وتفكري بهدوء أنا عارف إني قسيت عليكي بالكلام بس ڠصب عني كان لازم اقلك كل اللي جوايا.... مسحت دموعها بقوة قبل أن تسارع بخطواتها لتعترض طريقه... وقفت بجسدها الصغير أمامه قبل أن يصل أمام باب الغرفة رفعت رأسها تناظره بعينيها الدامعتين قائلة برجاءمتمشيش...إستنى إنت رايح فين هز حاجبيه قائلا بتعجب و إنت من إط مش عايزانى أروح ليه . تحدث بصوت بطيئ صبور رغم علمه بتهربها من أسئلته...محدقا بها بنظرات متفرسة لكل إنش من وجهها الفاتن رغم إحمرار عينيها ووجنتيها بسبب بكائها قضمت شفتيها بتوتر غير عالمة بتأثير تلك الحركة العفوية عليه.... مس حسيبك المرة دي غير لما تصارحيني