رواية "القاضي المتهم"(كاملة حتي الفصل الأخير) بقلم سيلا وليد
بلحمها وهتف بنبرة غاضبة دون جدال
ومستعد احرمك منه تاني ومش بس كدا مستعد اخد منك بنتك وانت عارفة إني اقدر
عودة للحاضر
خرجت من ذكريات مؤسوية تتذكر ذاك اليوم الذي قابلته بعد خمسة عشر عاما ..
كانت تدلف لداخل المشفى تتحدث بهاتفها
حاضر ياماما لو جه مش هتناقش معاه واحاول اخلص بدري علشان حضرتك قلقانة على بنتك الدكتورة اللي كملت 30سنة كدا كويس
خلاص ياماما وعد احاول اخلص شغل بدري كدا كويس ياست الكل
ابتسمت كوثر قائلة
ربنا يبارك لي فيكي ياحبيبتي..أغلقت الهاتف مع والدتها وتحركت وهي تضع الهاتف بحقيبتها ولكن اصطدمت بحائط بشړي توقفت معتذرة بعدما سقط الهاتف من كفيها وامالت بجسدها تلتقطه قائلة
أنا كمان اسف كان المفروض اخد بالي ...ذ رفعت رأسها سريعا لتتأكد من مصدر الصوت أنه هو..ابتسامة لمعت بعيناها عندما وجدته فهمست بصوت كاد أن يسمع
بدر..نزع نظارته بعدما همست اسمه يحدج بها ورغم معرفته بها لكنه أنكر معرفته بها وتحمحم
عفوا مين حضرتك..اختفت الابتسامة متذكرة مافعله بها قبل سفرها بيوما فتراجعت متأسفة وهي ترتدي نظارتها قائلة
حاولي تتذكري كويس علشان مش كل الناس هتكون محترمة وتوقف تتكلم معاكي بأسلوب راقي إلا إذا كان الموضوع متكرر ووخداه تسلية..قالها وهو يشيعها بنظرة مشمئزة ثم انزل نظارته على وجهه وتحرك من أمامها بعنجهية..انسابت دمعة غادرة ټحرق وجنتيها ليتها لم تنتظره كل هذا الوقت
أنا جاهزة لكن عندي شرط
اعتدل بجسده على ظهره ينظر لسقف الغرفة والتقوى فاهه بإبتسامة ساخرة
مالكيش شروط عندي انا شرط وانتي وافقتي..هبت من نومها تطالعه پغضب وصاحت بصوتا متقطع
لا ..قالها ببروده المستفز..نظرت إليه بعيون عاجزة ماذا ستفعل لهذا المغرور ..لحظات صمت ممېتة أرادت بها قټله حتى تريح من دقات ذاك الضعيف من أنفاسه ورائحته حتى صوته المزعج ..نهضت من فوق الفراش وتحركت لداخل غرفة أخرى تصفع بابها بقوة صاړخة من خلفه
يبقى مش هيحصل بينا حاجة حتى لو ھټموټني ..انا بكرهك يابدر سمعتني بكرهك وبكره كل حاجة بتفكرني بالماضي اللي جمعنا
زفر غاضبا ثم اقترب منها يجلس بجوارها ثم أردف
احنا مش اتفقنا ليه جاية تغيري رأيك كدا
رفعت عيناها الباكية
إنت امتى بقيت شخص عدواني كدا ليه مش عايز تصدقني انا ماليش ذنب بتاخد طارك مني ليه
أوقفها يضم أكتافها ثم تحرك لغرفته
رهف انا تعبان ممكن نتكلم بعدين بقالي كام يوم منمتش وماليش خلق للكلام دلوقتي..ممكن تأجلي أي حاجة لبعدين
طالعته بأعين حزينة تريد أن تعرف ماذا حدث له تخيلت سيخبرها تخيلت قسوته وهما أمام والدها فقط ولكن ذهب هباء
بعد حديثهما ..تحركت بهدوء للغرفة فصوته المتعب لا تنال منه اي حديث..تسطحت على الفراش تواليه ظهرها ..تمدد بجوارها ثم اقترب منها يجذبها لأحضانه ومرر أنامله يزيل عبراتها وهمس لها
رهف الليلة ډخلتنا مش عايز اغصبك على حاجة
شعرت بتصلب جسدها الذي انتابته
همس بجانب أذنها
اشش أهدي هاخدك في حضڼي بس ..أطبقت على جفنيها تحاول السيطرة على عبراتها التي تجمعت بعيونها مرة اخرى ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة پألما تجلى بصوتها
انت مش عايز تتكلم رافض تتكلم انت قولت لي انا بنت عدوك ودلوقتي بتاخدني في حضنك
وينفع تاخد بنت عدوك في حضنك البنت اللي قټلت جدك ..أدارها بهدوءوتنهيدة عميقة غادرت ضلوعه فتحدث بأسى
عارف إنك مظلومة لكن دا ميمنعش إنك غلطي ودلوقتي فكري انك مراتي وبس والليلة ډخلتنا
رفعت موج عيناها تعانق سواد ليله
ليه عملت فيا كدا ليه سړقت فرحتي مني عملت فيك ايه مع إنك أكتر واحد أذتني
أشار على نفسه عاقدا حاجبه
أنا ..أنا أذيتك طيب أقول ايه وحياتي اتسرقت مني بسبب مالك بيه ردي عليا ابوكي اللي حرمني من أحب حاجة لقلبي مۏت أبويا بحسرته بعد ما بخس بسمعته الأرض
رفع ذقنها وحاوطها بنظراته
تعرفي حاولت اكرهك وانتقم منك بس مش عارف..انسابت عبراتها على وجنتيها بصمت ازالها بإبهامه وأكمل
أنا كنت شاكك انك تكوني بالأجرام دا لكن دا ميمنعش إنك اذيتيني
أطبقت على جفنيها ممكن تبطلي عياط دنى منها وهمس بجوار أذنها
ألف مبروك ايه مش هنكمل المباركة !!
ومضمون حديثه تراجعت برأسها بعيدا متمتمة
دا مش إتفاقنا متنساش إن جوازنا إتفاق وانت قولت مش هتقرب لي
جذبها بقوة
إنسي أي كلام قولته المهم لازم تنفذي الشرط وكان من ضمن إتفاقنا يكون ليا طفل...م
تقصد إيه قائلا
أقصد كدا...قالها وهو يثبت رأسها من وانسياقه خلف قلبه الذي بدأ يعزف بقربها
اعتدل ناهضا إلى المرحاض خرج بعد اغتساله ثم تحرك إلى الشرفة وقام بإشعال سېجاره وذكريات الماضي ټصفعه بقوة ..كور قبضته پعنف حتى شعر بتمزق أوردته
ازاي قدرت تقرب منها من إمتى وانت ضعيف كدا ظل ېحرق تبغه إلى أن شعربنيران ټحرق صدره
اتجه إلى الأريكة وألقى بجسده عليها ينظر لسقف الغرفة وذكرياته المتألمه تشق صدره ظل على ذاك الحال إلى أن غفى
مرت عدة ساعات نهض متجها إلى مرحاضه وخرج بعد فترة وجدها قد استيقظت أرجعت خصلاتها المتمردة على وجهها ثم رفعت نظرها إليه
صباح الخير..وقف أمام المرآة واجابها دون أن يعريها إهتمام
صباح النور..كانت تطالع ظهره الذي يواليه به بحثت عن مأزرها ثم جذبته أورتدته ناهضة من فوق الفراش
هنسافر دلوقتي!تسائلت بها وهي تقف خلفه تنظر لأنعكاس صورته
ارتدى ساعة يديه بعدما قام بتصفيف خصلاته ثم استدار متجها إلى أشيائه الخاصة وهتف بنبرة هادئة
مفيش سفر غيرت رأيي
ابتسمت بمرارة بينما تكونت الدموع بعينها لتقول بصوت مخټنق
طيب معرفتنيش ليه مش كنت قايل هنسافر حتى كنت جبت هدومي
لم يجد كلمات تعبر عن أسفه عندما شعر بحزنها من خلال نبرتها
استدار يطالعها بصمت للحظات ثم تحدث
مش فاضي عندي شغل ومتنسيش إتفاقنا واللي حصل إمبارح كان علشان الأتفاق دنى خطوة ثم رفع ذقنها بأنامله وتعمق النظر بعينها عايز طفل مفيش حاجة أكتر من كدا تجمدت بوقوفها تنظر إليه بأعين زائغة غير مستوعبة
ابتلعت غصة وخزت جوفها بمرار إهانته فرفعت موج بحرها تريد إسترداد كرامتها فأجابته بنبرة باردة
عارفة..انتقلت أنامله لخصلاتها يزيحها بعيدا عن عيناها قائلا
أكيد أنت مش زعلانة لأننا عارفين الغرض من الجواز دا
ابتلعت نيران بجوفها وأردفت بصوت يكاد يسمع
ربنا يوفقك قالتها واستدارت تعض أناملها ندما على
تفريطها بكبريائها له ليلة أمس
اتجهت بخطوات بطيئة كأنها تحمل فوق عاتقها حمل الجبال ولجت المرحاض ثم أغلقت بابه خلفها وهوت جالسة تضع كفيها على فمها