رواية آصرة العزايزة كامله حتي الفصل الأخير بقلم نهال مصطفى
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
الإهداء
إلى ذلك الشخص الذي لا يعاد مرة ثانية إلى حدوتي السرية التي قفلت عليها بداخلي وأضعت مفتاحها قسرا
إلى تلك الملامح التي لا اجتمع بها إلا بالحلم وبين سطور الروايات ...
إلى عينيك خاصة عندما تجمعنا الصدف النادرة ...
إلى تلك التنهيدة التي تندلع مني بين كل كلمة وكلمة تخصك ..
أهديك عملا جديدا ينضم لدولاب الحنين بقلبي نازفا عشقا مختلفا لم أعشه معك عشقا ناضجا غير ذاك الذي أضاعك مني بعمر الجنون !!
من تلك التي وهبت عمرها وقلبها للحب ..
وها أنا مع الحب حتى يقتلنى ....
فالقتل في هواك حياة ...
هارون ليلة ... حين ألتقينا أمطرت السماء نجوما.
نهال مصطفى ....
الآصرة الأولى
أحن إلى ليلى وإن شطت النوى
بليلى كما حن اليراع المنشب
يقولون ليلى عذبتك بحبها
ألا حبذا ذاك الحبيب المعذب.
قد يفاجئك لحن قديم فيفتح شهيتك على مذاق الحب الذي تعمدت أن تتجاهله آمدا طويلا جر هارون عباءته الصعيدية وهو يقترب رويدا رويدا من أخيه الجالس بالأرض تحت ظل شجرة البرتقال ممسكا عوده ويعزف عليه قصائد قيس بن الملوح التي يحبها كثيرا .. خطوات متمهلة على لحن الكلمات ودقات العود المتناسقة وصلت أقدام أخيه لعنده وبدون إحداث صوت يقاطعه جلس منسجما متخذا من جذع الشجرة مسندا لظهره ..
الله !!!!
ترك العود أرضا ودار نحو أخيه متحمسا وهو يعقد قدميه
عجبك صوح ! شايف في تطور زين !!
ثنى هارون قدمه اليسرى وسند علي ركبته كفه الممسك بالسواك وقال ذائبا بسحر الغناء
إلا عجبني !! ماهو الصباح ما يبقاش صباح من غير عزفك الحلو ديه ..
طيب قول لي حابب اسمعك أيه بس يكون في معلومك خدمة قصاد خدمة .
رفع هارون حاجبه من جراءة أخيه وتجاوزه في الحديث معه
هي حصلت ! عتساومني يا واد أنت !
أقلع عباية خليفة العزايزي دي وركز مع أخوك الصغير أنا بردك ماليش كبير غيرك بعد أبوي
عقد حاجبيه الكثيفين ببعضهما
فوق رأسي ورأس النجع كله يا كبيرنا .. بس اسمعني اللول .
رد بجفاء مفتعل
هااه سمعني عايز تقول أيه .. !
عايز أخطب بت عمي وهدان يا هارون البت قالتها في وشي إكده لو مجبتش ناسي الجمعة الجاية هتتخطب لولد غريب .
ثم اندفع نحو أخيه
ألتوى ثغره باستهزاء
ما تنشف وتصلب طولك مالك !! هي الخسرانة مش أنت وبعدين ما عاش ولا كان ال يلوي دراع ولد خلفية العزايزي .
رد متيما
لاه هو عاش وكان وادهولت أخوك حب وطب يا أخوي .. والحب والكيف ذلتهم واعرة .. مايعرفوش لا كبير ولا طبيب يداويه ...
مش عاجبني حالك يا ولد أمي وأبوي بس .
ثم رفع عينيه ولم تفارق البسمة ثغره ولكنه أتبع قائلا
خد رضا صفية اللول وأنا اروح معاك من عشية .
انكمش وجهه بثنايا اليأس
ودي أعملها كيف ! دي حالفة ما في قرع طبل يرن بالدوار غير لما تفرح بولدها البكري ال هو جنابك .. ما تتجوز وتفك نحسنا يا هارون وسيبك من مشاكل العزايزة ال تقصف العمر دي
هز رأسه بشموخ ثم أتبع بمزاح
أديك حافظها زين ومتنساش بعد مني هاشم أخوك يعني لسه قدامك كتير .. عموما اتفق مع البت ال عتحبها تحجزلك بتها لو ملكش نصيب فيها !
بتها يا هارون !!
يبقى طولت من الحب جانب يا مغفل وهي أيه وبتها أيه !
اكفهر وجه هيثم المغرم ب رحاب وأخذ يلملم آلته الموسيقية
تصدق أنا غلطان إني عتكلم معاك ااه وأنت هتعرف الحب والمشاعر منين عشان تحس بي كفاية عليك غلب ناسك .. مش عاوز منك حاجة يا هارون .. يا كبيرنا ... متشكر قوي .. خليك فاكرها .
أسبل عينيه ساخرا
خد أهنه واخد في وشك ورايح على فين يا عم الحبيب أنت .
لوح بيده بدون اهتمام
قفل على الحديت دلوق يا هارون .
على مساحة الثلاثون فدان بقلب الجبل يلف سور قصر خليفة العزايزي الفخم الذي يضم بداخله مساحة شاسعة من المباني المتعددة المتناسقة بجوار بعضها التي يسكنها أفراد العائلة المترابطة ومزرعة ضخمة للخيول وحديقة واسعة تحتوي على مشاتل من الورود والبساتين المتنوعة يطوقها عدد هائل من الأشجار والنخيل التي تضلل عليهم ..
طارت الفراشات من جواره فتبسم ضاحكا بسخرية
ماهو ال بيغني لكم هج ه تقعدوا معاي أنا ليه !!
المبنى الداخلي
صوت رنين الجرس المزعج الذي لم يخل منه القصر ركضت فردوس لتفتح الباب مع علمها بهوية الطارق الذي استقبلته بنفس ثقيل
يسعد صباحك يا ست نغم .
طبعت نغم قبلة سريعة على وجنتها وقالت بفرحة
وصباحك يا فردوس يا سكر أنت ..
ثم طافت أنظارها بساحة المبنى بسرعة بأعين متلصصة
خالتي صحيت !
ردت فردوس على مضض
طبعا صحيت وهو في حد يصحى قبلها في البيت ديه ..
بخفة الفراشة لملمت نغم طرف فستانها المشجر وهو تتمم على حجابها ولكنها توقفت متسائلة
وهارون .. !
ماله سي هارون يا ست نغم !
تأملتها مليا
جرالك أيه يا فردوس ! هتردي علي السؤال بسؤال ! أقصد صحى هو كمان !
صاحي وقاعد في الجنينة الورانية .
قبلة أخرى كانت من نصيب وجنتها الأخرى وقالت بشغف المراهقة المنسوجة من حبها الكبير لهارون ابن خالتها
هروح احضر له فطور أدعي لي يا فردوس هحليلك خشمك ده لو المراد بتاعي تم .
ضړبت فردوس كف على الأخر
البنتة بقيت هي ال تجري ورا الرجالة الزمن ده ! ألطف بينا يا رب .
شرعت أن تقفل الباب ولكن باغتتها زينة وهي تتدفعه بلهفة
استنى استنى يا فردوس ..
ثم وقفت أمامها معاتبة وهى تنزع وشاح رأسها
أنت مش شايفاني جاية رمح على نفس واحد .
امتقع وجهها وردت بحسرة
العتب على النظر يا ست زينة !
داعبت وجنتها بخفة كمن يمزاح طفل صغير وهي تمد أنظارها للداخل
بكرة أخدك ونشوفوا مقاسات النضارة .. الا قوليلي يا دوسه يا قمر أنت عمتي صفية فينها !
في المخزن بتشوف المحاصيل هتقضي ولا لا لغاية المحاصيل الجديدة ماتخش علينا .
أصدرت زينة صوت إيماءة خفيفة بحذر وهي توشوش لها
طب وهارون .. فين أراضيه !
قاعد في الجنينة جار سي هيثم .
أخرجت زينة من جيب فستانها ورقة مطوية داخل قطعة قماش بيضاء ودسته في يدها
أقولك أيه يا فردوس عايزاكي تحطي ده تحت مخدة هارون .. أياكي حد يوعالك ..
ده أيه ده يا ست زينة !
رمقته بأعين محذرة
وطي صوتك يا فردوس هتفضحينا .
بصوت منخفض
أيوة معرفتش إيه ده بردك !
ارتبكت زينة قليلا
أممممم دهوت حجاب عشان يحفظ هارون من كل شړ .. هتطلعي تحطيه ولا أطلع أنا .
أجابت فردوس باستسلام
لا هحطه متتعبيش روحك..
أحبك يا دوسه وأنت مطيعة هروح افطر وياه هارون قبل الوكل ما يلسلس .
ما كادت أن تخطو خطوتين ثم تراجعت لتؤكد عليها
فردوس أوعاكي تنسي .. هاه !
طوالي يا