رواية رياح الالم ونسمات الحب (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم سهام صادق
انت في الصفحة 53 من 53 صفحات
وقف بين طلابه وهو شاردا في طيات الورق الذي يحمله كي يكمل شرح محاضرته فقد عاد كما كان بل أسوء ولكن ليس ذلك الأستاذ الذي يعلو صوته ڠضبا انما عاد بهدوء قاټل ولكن ماجعله يتوقف عن شرحه هو صوت ذلك الطفل الصغير الذي تحمله احد طالبته فظل يتأمل الصوت طويلا حتي وقفت تلك الطالبه قائلة بخجل انا اسفه يادكتور فارس مش هتتكرر تاني
فنظر فارس الي الطفل حتي ابتسم الطفل له بعدما كان يبكي ليتذكر ان لو كانوا في حياته الان لكان طفله في مثل عمر ذلك الطفل فسارت الطالبه پخوف أمام نظراته كي تخرج من باب ذلك المدرج قائله بأستعطاف اسفه مره تانيه !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ثم نظر الي الطفل الصغير ناظرا الي طلابه هنكمل المحاضره ياشباب انا و لينظر الي الطالبه لتقول ادم اسمه ادم
فعاد ينظر الي طلابه ثانية انا وادم
فسارت حاله من الضحك والذهول لما يفعله حتي بدء يسير بينهم وهو يلاعب ذلك الطفل الذي اشعره بحنين جارف نحو ابوته التي لا يعلم
هل اصبح ابا ام
كانت تركض سلمي خلف أبنائها التوأم اللذان اصبحوا يخطيان بشقاوه في حديقة بيتهم الواسعه الذي تقطنه مع والدتها واخواتها بعد ان انجبتهم فقد أصبح لها مملكة خاصه بها وحدها لتأتي والدتها وبجانبها ثريا وهي متكأه علي تلك العصه قائله انا جيت اشوف عاصم وعلي مجتش اشوفك انتي
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فتضغط ثريا علي التي اسودت من كثره الادويه علي تلك الكلمه قال خالتي قال يابنت زينب
لتسمعها زينب وتبتسم ناظرة الي ابنتها ريم التي أتت اليها راكضه بهدية كبيره عمو فارس بعتلي مع السواق بتاعه هديه عيد ميلادي وقالي انه في اجازه الصيف هيبعتلي السواق عشان ياخدني انا ونور نتفسح في القاهره
ثم أخفضت برأسها أرضا متذكرة هنا اوعي متكونيش دعيتي وانتي عند بيت ربنا ان عمو فارس يلاقي هنا ياماما طب منصور دعي هو وسلمي ولا لاء لو مدعتوش ان هنا ترجع هخليكم تسافروا تاني وانا هسافر معاكم عشان اقف قدام الكعبه وادعي
هترجع وهتبقي كويسه ربنا يسامح اللي كان السبب لتتذكر ابراهيم واعترافه عن هذه الجماعه المجهوله الذين اتوا وأوهموها بحاډث فارس واخذوها معهم بعد ان اعطوا له بعض الاموال التي اتفقوا عليها
كانوا يجلسون ثلاثتهم يتابعون تلك الصفقة التي جمعت بين شركة الدمنهوري الخاصه بمازن وشركة القاضي الخاصه بفارس لينظر كل من هشام ومازن في ساعته متطلعين الي بعضهم البعض حتي رفع فارس وجهه عن تلك الرسومات التي امامه قائلا بعد أن تطلع الي ساعته هو الاخر قاعدين ليه يا بهوات يلا قوموا لحسن حفلة تخرج زواجتكم النهارده
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ليبتسم مازن معانقا له وينصرف من امامه كي يذهب ليحضر طفله ويذهب الي حفل تخرج زوجته
ويقترب منه هشام قائلا بحب يتخلله المرح كي يخرج صديقه من هذا الحزن ولا يشعره بالشفقه اوعي تسقط مراتي انا قولتلك اه انا مصدقت سميه تتخرج سامع لا الا اجيب ورد وحوريه يبهدلوك
ويذهب هشام هو الأخر من أمامه حتي يبتسم بحزن عندما تذكر زوجته ومحاولاته العديده في ايجادها ولكن تبقي نفس الكلمه لا أحد يعلم عنها شئ ولا يوجد أثرا لها
فيمد بيده كي يأخذ مفاتيحه الشخصيه ناظرا الي تلك الميدليه الفضيه علي شكل قلب فاتحا ايها ليتأمل صورتها قائلا بأمل تعرفي انك وحشتيني اووي ياهنا انا لسا منستكيش وهفضل ادور عليكي عمري كله ثم ادمعت عيناه ليقول اوعي تكوني سبتيني بأرادتك ياهنا
ويسير هو الأخر ناحية باب الاجتماعات ويفتحه علي مصرعيه ليغادر مقر شركته
ظل يتأملها طويلا حتي بدء يأخذ الغرفه ذهابا وايابا ليضحك بضحكة قويه قد جعلتها ترفع برأسها من بين قدميها قائله ارجوك يافاروق اديني الجرعه ثم بدأت تفرك بأنفها قائله خد كل الفلوس انا مش عايزه حاجه بس خرجني من هنا واديني الجرعه
فابتسم فاروق وهو يصفق لها سنتين داخلتي بس فيهم حياتنا بقهرتها بسببك والراجل اللي كل الناس كانت بتحكي وتحلف بيه ضحكتي عليه لحد ما اتجوزته وورثته يعني مش وفي النهايه تلعبي علي اخويا الصغير بعدي ما فقدتي الامل فيا وعايزاه تنهبي حقه وتخسارينا بعض لحد هنا وكان لازم اعمل حاجه يانسرين
فنظرت
له وهي ترتعش حتي قالت عشان كده ضحكت عليا ومثلت انك بتحبني خلتني ابقي مدمنه عشان تاخد حقك ده انا وثقت فيك وحبيتك
لتزداد ضحكات فاروق قائلا طب بذمتك احب الست اللي كانت مرات ابويا والسبب ازاي ايوه انتي اللي انتي تستاهلي كل اللي جرالك
فصړخت نسرين في وجهه وهي تبكي من الالم طب أديني بس الحقنه عايزه ارتاح يافاروق ثم تأملت الغرفه في المصحه التي أتت اليها منذ شهرا انت جايبني هنا ليه ن مش خلاص أخدت كل الفلوس ولا بتشفق عليا
ليتحرك فاروق بخطي بسيطه ناحيه الباب اصل ميرضنيش اسيبك كده طول حياتك مدمنه مدام اخدت حقي يبقي اعمل معاكي معروف يابنت الرقاصه
جلست هنا في تلك الحديقه الواسعه التي رغم جمالها الأخذ تظل سجنا فتأملت طفلها الذي قد بدء يخطوا بقدميه علي الارض ثم أبتسمت عندما رأته يقع وينهض ثانيه فاقتربت منه الي وظلت تلاعبه وشردت في كل ذكرياتها في ذلك البيت ويوم ان كان يريد محمود ان دون رحمها بها وبجنينها ولكن رحمة الله لها جعلتها تصرخ معلنة عن ولادتها لجنينها ففرت دمعة من عيناه وهي تلتف يمينا ويسارا تتابع حركة بعض السيارات اتجاه تلك الفيله المقابلة لهم فكما يبدو ان يوجد أحتفالا لديهم
رجال محمود مفتوحه فتأملت الشارع وهي تضحك انا عرفت ليه دلوقتي هما سايبين الباب مفتوح لتتأمل الثلاث حراس وهم يقفون مع بعض أصدقائهم كما يبدو ويثرثرون في الحديث وهم يرتشفون اكواب الخمر في ذلك الوقت المبكر الذي لا يتعدي الساعه الثالثة عصرا
وألتفت كي تعود الي عرفتها وتغلقها عليها قبل أن يأتي محمود ويلتهمها بنظراته التي تكرهها فمنذ فعلته الاخيره وبعد أن فقدت حاسة النطق أصبح يرتعش عند رؤيته ولولا وجود روز وايضا حسام الذي دائما يطمئنها بعودتها لكانت قد قټلت نفسها من ذلك الچحيم ولكن فرملت تلك السياره جعلتها تلتف ثانية ليخرج ذلك الرجل الأشقر بعد ان عاتب سائقه بالأنجليزيه ويخرج خلفه صديقه العربي وكما يبدو من صوته انه مصري فظلت واقفه كي تشاهد ذلك كما سمعت صوته وذكرها به ثم دخل الرجلان الي دخل تلك الفيله حيث تقام الحفل وأرادت ان تسير ثانية ولكن قدماها قد منعتها وظلت جالسة امام تلك البوابه للحظات وقبل ان تمل وترحل الي غرفتها
وجدته يخرج وكأنه نسي شئ فيرفع بوجهه قبل أن يردف داخل السياره ويكون كما ظنت من رياح رائحته انه هو فارس لتركض خلفه وهي تحمل الطفل غير عابئه بذلك الرجل الذي
ولكن قد سارت السياره بسرعة فائقه دون ان يلتف احدا اليها الا هؤلاء الرجال وخلفهم محمود وحسام اللذان عادوا في تلك اللحظه
لېصرخ محمود قائلا انتوا يابهايم ازاي تسيبوها تخرج انتوا عايزين تفضحونا ويتامل حسام قائلا هو فارس بيعمل ايه هنا في لندن ليتذكر امر مشروعه الذي نافسه فيه كثرا حتي قبض بكلتا يديه بقوه وهو يقول انا عشان حوليا اغبيه ديما انا الخسران
ونظر الي هنا الواقعه علي الارض وتحمل مراد وتبكي حتي اقترب منها بجمود دلوقتي صوتك طلع سنه ونص وانتي عامله فيها خارسه ماشي ياهنا مش خلاص بقيتي متأكده انه عايش هما حلين لهتعيشي معايا كده من غير جواز وهاخد منك اللي انا عايزه لاما تبعتي دعوه تطلبي فيها الطلاق منه وخليه يعرف بقي انك لسا موجوده ومع عشيقك
فيتأملها حسام بأشفاق ولولا ذلك المبلغ الضخم الذي أخذه محمود عليه لكان ولكن عندما رئي يدها تسقط ودموعها تهطل بغزاره ورجال محمود يجذبوها للداخل بقوة ألتف الي روز التي وصلت بسيارتها في ذلك الوقت ونظر لها بنظرة قد فهمت معناها
!!ويصبح كل شئ بين هذا وذاك
الفصل الأخير
رواية رياح الألم ونسمات الحب
بقلم سهام صادق
أنتفض فارس بفزع من نومه ليمسح حبات عرقه المتناثره بغزاره علي وجهه فظلت نبضات قلبه تدق بقوه حتي أصبح يشعر بالأختناق فنهض من علي فراشه وسار بخطي مترنحه ضعيفه وهو يصارع ذلك الحلم المتكرر الذي يشعره بعجزه فقد كانت تمد يديها له كي ينقذها من تلك العتمه فألتقت بضيق علبة سجائره الموضوعه علي تلك المنضده الصغيره بجواره ووقف امام تلك الشرفه التي تطل علي منظر الجليد وهو يهطل بغزاره وبدء ينفث دخان سيجارته بعشوائيه وهو يتذكرها حتي قال وهو يصارع حنينه الجارف اليها حاسس أنك قريبه مني مش عارف ليه حاسس أن روحي بتنسحب في البلد ديه
جلست أمال بتنهد وهي تدعوا الله بأن يتحقق ما أخبرها به هشام حتي أقتربت منها نيرة بطفلها الرضيع الذي لا يتعدي الخمسة اشهر وربطت علي كتف عمتها قائله ان شاء الله خير ياعمتي وحسام هيوفي بوعده ثم صمتت قليلا حتي قالت حد كان يصدق ان محمود هو اللي يطلع خاطف هنا وكل ده ليه عشان ينتقم من فارس وبابا لاء وكمان يقول انه هو اللي بيحبها وأحق بيها من اي حد
غير انه طول المده ديه بيضحك علينا ويقول لو احتاجتوا حاجه هتلاقوني معاكم انا خاېفه علي فارس من المفاجأه
فنظرت اليها أمال بتوتر بعدما لمعت عيناها اخيرا هشوف ابن فارس هنا سمته مراد علي اسم مراد اخويا ثم ابتسمت وهي تنظر الي الطفل الذي تحمله نيره وبقي عندنا في العيله فارس ومراد واحمد
لتنظر نيره الي طفلها الذي يشبه زوجها تماما فتتذكر رحلة مرضها وعلاجها لتقول بأبتسامه انا لحد دلوقتي مشوفتش هنا غير في الصور وبس
فتنهض امال وتمسك الجريده متأمله أسم ابن أخيها اللامع قائلة بسعاده يارب النهارده يبقي الفرح في قلبك فرحتين يافارس
كانت الأنوار
تضاء من حوله كي تعلن عن نجاحه بذلك المشروع الذي كلفه عناء عامين ليأتي طيفها امامه حتي تفر دمعة لم يلمحها أحدا من هؤلاء الصحفين الذين يتدفقون حوله بعد ان ترجل من أحد السيارات ومعه ذلك الشريك الانجليزي
فأقترب منه هشام بعدما استشعر بحزنه قائلا المفروض النهارده تكون فرحان بنجاحك يافارس شايف العالم كله مش مصدق المشروع اللي انت عاملته وصممته في لندن مشروع الهنا يااا ده كان حلمك من سنين
وكأنه قد وضع بالملح علي جرحه فنظر اليه فارس بشرود وهو يسير في ذلك الممر المؤدي الي تلك المنصه كي يلقي كلمته وكيف انجز ذلك المشروع في عامين
ليخفض هشام بوجهه أرضا وهو يقول متأسفا انا أسف ياصاحبي انا بحاول انسيك كل اللي حصل بس للأسف بزود حزنك وهمك
فيربت فارس علي كتف هشام مبتسما قائلا بحب عارف ياهشام عشان كده ولا يهمك
وتابع سيره الي ان وصل لذلك الحلم الذي تمني دوما بأن يحققه وعندما بدء يصعد درجة درجه من درجات ذلك السلم كي يقف علي تلك المنصه امام هؤلاء الحضور الذين حضروا كي يهنئونه علي أفتتاح اضخم المشروعات التي تحققت في ذلك الوقت فبدء يتذكر كل لحظاته معها لحظة زواجهم وبكائها بين يديه وعندما اخبرته بحملها الي ان وصل لتلك اللحظه التي لم يكن يعلم ان الوداع فيها سيطول حتي وصل لاعلي المنصه ووقف أمام ذلك الميكروفون والمصورون من حوله يلتقطون له عدة صور فتذكر اپشع كلمة قد سمعها وهو شارد في حنينه مراتك محدش يعرف حاجه عنها يابشمهندس يمكن تكون هربت مع حد غواها واستنيت فرصة سفرك وكل ده كان تدبير منهم هما الاتنين
ليأتي علي مسمعه أيضا تلك الصرخه التي اصدرها في هؤلاء الرجال الذين فشلوا في العصور عليها
حتي بدء يسمع صوته وهو يلقي بخطابه بعد ان فاق من حنينه الجارف اليها
اما هي وقفت طفلهما الذي يشبهه حقا اليها بحنان وهي تغالب دموعها هنروح لبابا خلاص يامراد أكيد نفسك تشوفه زي ما انا كمان نفسي اشوفه النهارده هو بيحتفل بنجاحه تفتكر هيكون لسا فاكرنا
فتقدم حسام نحوها بعد ان سمحوا له هؤلاء الرجال الذين يقفون أمام قاعة المؤتمرات فأبتسم وهو يطمئنها يلا
ياهنا اكيد فارس هيفرح لما يشوفك وسامحيني ياهنا عشان فضلت ساكت من زمان ومعرفتش أساعدك
فتذكرت المعاناه التي تعرضوا لها كي يستطيعون الخروج من ذلك القصر الذي يضم اكبر عدد من الرجال ولولا مساعدة حسام وروز واستغلالهم رحلة سفر محمود لامريكا لكانت ظلت سجينة لديه طيلت العمر هي وابنها
فسارت خلف حسام بخطي بطيئه حتي وقفت عند سماع صوته الذي ذلذل بكيانها وذكرها بكل ما مضي فرفعت عيناها لأعلي كي تتأمل كل جزء فيه
بكده أنا قدرت اوصل ليكم فكرة المشروع اللي تعبت فيها سنتين كاملين وانا متفرغ لحلم عمري فأخفض فارس رأسه للحظات قبل ان يرفعها قائلا دلوقتي انتوا عايزين تعرفوا أزاي انا قدرت اصمم المشروع ده بأتقان واعمل اكبر قريه سياحيه في الريف الانجليزي ويكون الاسم المصري هو اساس تصميمها ده طبعا بمساعدة صديقي جون اما السؤال التاني انتوا سألته ليه اسم مشروع المنتجع اطلقت عليه اسم الهنا فأحدث الصحفين بعض المناقشات العاليه حتي صمتوا عندما بدء هو يتحدث ثانية ولكن هذه المره بالعربيه
الظروف ساعات بتخلق مننا أشخاص تانين والكسره اللي ساعات بتقويك مش عشان قلوبنا بقيت حجر بس عشان نسكن الالم اللي جوانا ونقدر نكمل حياتنا واحنا عايشين زي الالات المتحركه وبس لكن للأسف مبيكونش ده أحيانا أختيارنا ثم أخفض برأسه وهو يتحدث ثانيه اسم المشروع الهنا ده علي اسم زوجتي اللي افتقدتها أكتر من عاما ونصف زوجتي وابني او بنتي اللي معرفش عنهم حاجه انا بهدي ليها المشروع ده حتي لو بأني احط اسمها عليه كنت اتمني في اللحظه ديه تبقي هي اول واحده واقفه جنبي ومعايا اول واحده أسمع منها كلمة مبرووك
كلكم قولتولي الكلمه ديه بس منها هي كانت هتكفيني
ليبدء الحضور في التصفيق حتي يرفع هو صوته قائلا اصنعوا القوه من نفسكم ديما بس خلوا ديما عندكم ثقه في العداله الالهيه لان الفرح او الحزن شئ مقدر لينا اما حسن الظن في عدل الخالق ده اختيارنا
أسف اني طولت عليكم وعارف ان في بعضكم مش هيفهمني عشان انا قررت في اخر خطابي اتكلم بالعربيه وبشكركم جميعا علي تلبية الدعوه
وينتهي من كلماته حتي يجد كل هذا الحشد يجتمع حوله فيرسم ابتسامة علي ويأتي هشام وهو يهنئه قائلا اكيد هتلاقيها في يوم ياصاحبي
لتتحرك هي بقدميها نحوه ودموعها تهطل من كلماته فللحظات قد ظنت انه قد نساها وللحظات اخري ظنت بأنه يحتاجها وينده عليها كما هي تحتاجه وللحظات ظنت بأنها ستظل أسيره لذلك الرجل الذي حرمها من حياتها
حتي وقفت وهي تمسح دموعها التي رفضت
ان تتوقف وبصوت ضعيف فارس
لتقول هي ثانية فارس
فألتف باحثا حوله وسط هؤلاء الصحفين والاعلامين
حتي نطقتها بصوت اقوي متقطع يتخلله دموعها فارس
ويبتعد عنهم جميعا ويظل يجول في انحاء المكان بقلبه قبل بصره ويقف عند تلك اللحظه
لحظه قد استكان فيها القلب وهدأت فيها عاصفة الفراق وأعلن فيها القدر وقت العوده من جديد فتسير الذكريات بقوتها نحو تلك الفتره الطويله من ألم وفراق فيسير نحوها حتي مد بأيديه المرتعشه وهو يقول انتي حقيقه ياهنا مش حلم هصحي منه
فأتبعه هشام من الخلف حتي سقطت دموعه وهو يتأمل صديق عمره ونظر الي حسام الذي يقف بعيدا ليشكره بنظرات أعينه بأمتنان علي ذلك الوعد الذي نفذه
فأقترب فارس منها اكثر وهو يتأمل ذلك الطفل الذي يتعدي عمره السنة والنصف قائلا بشوق ده ابني ياهنا صح
فترفع هنا بوجهها من بين قائله مراد فارس مراد القاضي
أكثر
اللي كان ناقصني انتي طفلتي
فاغمضت عيناها وهي تتذكر صڤعات وضړب محمود لها عندما كان يراها تنده بأسمه او تمسك تلك الجريده التي ألقها عليها يوما كي يخدعها بخبر ۏفاته قائلة بصوت يكاد أن يخرج انا عايزه ارجع مصر يافارس عايزه امشي من هنا ارجوك
فتأمل نبرة صوتها پألم وهو يراها تنطق حروف الكلمات بعجز فعلم أن ماعانته كان كفيلا بأن يجعلها هكذا فنظر اليها طويلا وكأنه يريد ان يعلم كل ماحدث
لتخفض رأسها بأسي وهي تعيد شريط ذكرياتها
علم بكل ماحدث ظل عقله يأتي له بصورتها عندما رئه الي طفله بشوق فوقف حسام خلفه بعد أن وضع بيده علي تلك الكدمه التي في وجهه
حسام صدقني اللي عملته ده يامحمود في صالحك انت هتفضل لحد أمتا عايش في وهم الاڼتقام انت من أمتا كنت بتفكر في امك اللي هي عمتي ولا أمتا كنت بتفكر في والدك مش دايما كنت شايفه أناني
فألتف اليه محمود بوجه جامد حتي قال حسام عيبك يامحمود حاجه واحده من يوم ما كنا اطفال ديما مبتحبش حد يكون سعيد في حياته وانت لاء يعني لما حد فينا كان بيبقي معاه لعبه كان لازم يبقي معاك اللعبه ديه حتي لو مكنتش هوايتك بس المهم تجرب فرحة غيرك بالحاجه اللي في أيده مع ان الطبيعي ان كل واحد فينا ليه حاجه مختلفه عن التاني بيحبها وبتفرحه
فأمتقع وجه محمود حتي قال بصوت قوي مش رجعتهاله خلاص وعرف مين دلوقتي الي كان خاطڤها ارتحت ياحسام دلوقتي
ثم هوي علي اقرب مقعد فقال انا حبيتها ياحسام
فضحك حسام بسخريه حتي قال حبيت مين يامحمود مش أيناس برضوه كنت بتحبها وانت اللي بعت ليها واحد يوقعها في حبه بعد ما شغلته في شركة فارس وبعدين قلبت الطربيزه عليهم وخليته زي ما انت عايز اوعي تفتكر اني مش عارف لاء انا أعرف حاجات كتير عنك يامحمود انت لازم تتعالج يامحمود وجودك في حياة اللي حواليك شړ منهم أيناس صحيح كانت تستاهل بسبب خيانتها طب هنا ذنبها ايه
ليجلس محمود علي أقرب مقعد واضعا بوجهه بين راحتي كفيه وهو يعلم بأن كل كلمة يقولها حسام صحيحه
أسدل الليل ستائره واصبحت النجوم تلمع في السماء ببريقها الآخذ حول ضوء القمر الناصع حتي أعلن الفجر عن بزوغه وسط تلك العتمه القويه
لتأتي خلفها ريم وهي تتنفس بصعوبه من أثر ركضها أبله هنا مراد بيعيط وعمو فارس بيسأل عليكي
وتسمع صوت نيره التي تضحك أتيه خلف ريم وتحمل طفلها نفسي اعرف أيه للمكان ده ياهنا ده انتي عدتيني وبقيت زيك انتي وعمتو
فأبتسمت هنا بعدما جلست علي ذلك الجزع قائلة بسعاده المكان هنا ليه سحر خاص بياخدك معاه لدنيا تانيه
فتضحك نيره قائله اه دنيا ولا في الاحلام قولي قولي ياشاعره
لتلتف اليها هنا ضاحكه اقول ايه وانتي مشغوله بمص القصب ثم نظرت الي ريم التي تلهو مع بعض الطيور قائله انتي متأكده يانيره انك من ولاد الزواد
فضحكت نيره حتي قهقت بقوه ثم ألتفت حولها لتجد أحد الفلاحين ينظر اليها بغرابه فنظرت الي هنا قائله بصوت منخفض هو بيبصلي كده ليه !!
ثم نظرت بعيدا قائله مش ديه سلمي ونور
فقفزت ريم معلنة عن فرحتها بوجودهم لتتذكر صديقها بندق قائله ياخساره كان فاضل بندق
احيانا كنتي بتشاركيهم فيها وتابعت بأعينها نيره المنهمكه في مص القصب وابتسمت
فتأتي ريم من خلفها قائله بطفوله وانا قولتلك انك هتتجوزي امير حلو وهيبقي عنده مزرعه حلوه اووي وانا هلعب فيها وانتي روحتي ضحكتي عليا شوفتوا اللي مش بيصدق ريم وتخرج لسانها لأختها التي تكبرها شايفه يانور عشان لما اقولك انك هتبقي
كاتبه بتكتب قصص حلوه تصدقيني المهم اكتبي عن بندق وانتي هتنجحي اكتر
فيضحكوا جميعهم حتي وقفت نيره بجانبهم والأمير كان فارس طول عمره اخويا اسم علي
مسمي
ويحل الصمت للحظات بعد أن داعبتهم الذكريات حتي بدء الهواء ينعش أرواحهم ويصطفوا بجانب بعضهم فتضحك هنا قائله انا نفسي اعمل حاجه اوووي ثم نظرت الي بنات عمها واخت زوجها وسارت من امامهم وهي تلوح بأيديها هتلاقوني عند شجرة التوت
وتركض ريم خلفها وهي تضحك وبعد لحظات كانت تقف امام تلك الشجره وهي ممسكه بأحد العصايات قائله كفايه كده ياريم ولا لسا
فترفع ريم بوجهها المنحني علي حجر بيجامتها الصغيره لاء لسا هزي الشجره تاني
فيأتي خلفهم وهو يحمل طفله ضاحكا انا مصدقتش لما نيره ونور قالولي انك عند شجره التوت وبتجيبي توت ياهنا
خلاص
فرفعت بقدماها كي تستطيع ان تصل بعصايتها
الي تلك الفرع المثمر بكثره شويه كده يافارس عايزه اجيب التوته ديه شكلها حلو
فتأمل كلماتها وهي تنطقها حتي ضحك بقوه هو حتي في التوت في شكل حلو وشكل مش حلو ده كله توت ياهنا
فنظر اليها طويلا حتي
انزلها بسرعه جعلتها تترنح قائلا بأسف انتي بتقولي ايه ثم نظر الي بطنها يعني انا هكون اب تاني بجد ياهنا
وقربها منه بفرحه أنا شكيت برضوه في موضوع التوت بس قولت مش معقول هنكرر التجربه من تاني طب هو مافيش تنوع في الفاكهه ولا ايه يامدام
فضحكت
فألتف حوله قائلا بهمس عندك حق ياحببتي مراد وريم معانا يقولوا علينا أيه
ثم هبط ليحمل طفله ناظرا الي ريم التي تأكل التوت يلا ياريم
وعاد بنظرات أعينه الي طفله الذي يحمله علي ذراعيه قائلا ولا اقولك يامراد خليك انت فوق ورفعه علي كتفيه العراض فيضحك قائلا مراد عيني عايز اشوف
ليزحزح الطفل احد اصابعه ويلهو في شعره قائلا بابا
فيبتسم علي افعال صغيره الذي اصبح عمره عامين وتركض ريم امامهم ليقول هو بسعاده وهو علي راسها بحبك يا طفلتي يا ام أطفالي
تمت بحمدالله
رواية رياح الألم ونسمات الحب
بقلم سهام صادق