رواية (بعينيك أســـير) بقلم شهد الشوري
!! الثلاثة تقفن أمام باب الجامعة في انتظار وصول عمار و كانت همس تتناول العصير بيدها بهدوء و هي تستمع لتوبيخ ميان لها انتي غلطانة و طولة لسانك سبب اللي حصلي انهاردة هيفضل حاططنا في دماغه لينا بغيظ اتخدنا في الرجلين بسببك لمجرد اننا نعرفك ميان بغيظ هو بيستهبل و طالما خدنا في الرجلين ظلم لمجرد اننا نعرفها و طردنا من حضور محاضرته نهائي يبقى يستاهل اللي هيحصل انهاردة عشان يبقى فيه سبب يطردنا من محاضرته علطول بقى لينا بحرج انتي مش قولتي ابن خالتك جاي يا ميان والله انا مش عارفه هنطلب منه ازاي كده شكلنا هيبقى محرج اوي و هنكسف نفسنا همس بضيق بقولك ايه انتي و هي انا ناوية اعمل اللي جيت الجامعة عشانه انهاردة اللي هتبقى معايا ياريت تبطل ترمي بالكلام كل شوية و تندب عارفه اني متنيلة غلطانة و كنت ناوية لو المحاضرة عدت تمام من غير ما يستقصدني هعتذر و هرجع في كلامي و كده بقى هو اللي بدأ زفرت لينا بغيظ و كذلك ميان لتقول لينا بغيظ نفسي ربع برود الأعصاب اللي عندك ده يا همس بتلك اللحظة توقفت سيارة عمار السوداء امامهم ترجل منها ملقيا عليهم السلام قائلا بمرح صباح الخير يا قمامير ثن نظر لميان قائلا بمشاكسة صباح الفل يا ميمونة ميان بغيظ متضايقنيش انا اصلا متضايقة و مش ناقصة تبادل معها الحديث لدقائق كثيرة ليعرف سبب ضيقها و هو طردهم من المحاضرة ليشاكسها قائلا يا بنتي عادي خليكي ده انا متعود على كده لدرجة لو عدا يوم من غير ما اتطرد احس ان فيه حاجه ناقصة فاعمل اي حاجة قصد عشان اسمع كلمة اطلع بره ضحك لينا بخفوت لتجذب انتابه فهو قد القى عليها نظرة عابرة هي و همس و استمر بالحديث مع ميان تأملها بأعجاب فتاة ذات شعر أشقر مجعد بقصد او كما يطلق عليه كيرلي ترتدي فستان يصل لبعد ركبتيها بكثير و يعلوه سترة مصنوعة من الجينز كانت ثيابها محتشمة رغم انها غير محجبة توقف بعيناه على وجهها متأملا اياه بأعجاب خاصة عيناها ذات اللون الأخضر العسلي لاحظت الأخرى نظراته تجاهها فاخفضت وجهها ارضا بخجل و حرج و لم تكن الوحيدة من لاحظت نظرات فميان و همس قد لاحظ ذلك رفعت همس يدها صفق بها امام عيناه حتى يفيق بعدما نادته اكثر من مرة لكنه لم يكن منتبها سوى لتلك الجميلة التي سلبت منه تركيزه انت يا استاذ طب يا شبح ضحكت ميان فتابع عمار بزهول و لم ينتبه سوى لكلمة شبح التي استنكر خروجها من فتاة شبح !! ضحكت ميان و لينا لتلمع اعين الأخر مجددا بأعجاب عندما رأى ضحكتها الجميلة مرددا بداخله يالهوي يا ناس هو في جمال كده ابتسم لها قائلا لميان مش تعرفينا على بعض ميان و هي تشير لهمس و لينا همس و لينا صحابي من و انا صغيرة ثم أشارت لعمار قائلة عمار ابن خالتي يا بنات حكيت ليكم عنه قبل كده همس بتعجل اهرعارفينه سيبكم من كل ده المهم بص يا برنس الدكتور اللي بيدرس لينا السنة دي حاططنا في دماغه مش هيخلينا نحضر ليه طول السنة فهو طرد بقى بطرد عايزين نعلم عليه تساعدني معاهم نفرقع ليه عجل العربية و نخربشها و اكسرله الازاز عايزاه يتقهر عليها ضحك عمار قائلا بحماس بغض النظر عن شبح و برنس و الحاجات دي انا موافق اهو نرجع زمان و شقاوة زمان غادر الأربعة متفرقين نحو الجراج غافلين عن جوز العيون التي تراقبهم من البداية پغضب ذهب خلفهم بدون ان يلفت النظر ليراهم من بعد و هم يقوموا باتلاف احد السيارات بعدها توجهوا للخارج و هو سبقهم منتظرا اياهم بجانب سيارتهم المصفوفة كان الأربعة متوجهين لسيارتهم لكن توقفت ميان فجأة عندما وقعت عيناها على سفيان من بعيد تعالت ضربات قلبها مرددة بهمس و صوت معذب سفيااان !!! عمار پصدمة و تعجب بتعمل ايه هنا يا سفيان !! سفيان پغضب و حدة انت اللي بتعمل ايه هنا عمار بهدوء كنت بشوف ميان و بطمن عليها سفيان پغضب تطمن عليها و لا بتوقع نفسك في مشاكل عشانها ايه لحقت لفت حبالها حواليك مش كفاية عليها الغرب قالت الاقربون اولى عمار بتحذير حاد سفيان حاسب على كلامك دي بنت خالتك صړخ عليه شقيقه پغضب و الاخرى تستمع له بصمت و قلب مقهور قولتلك الف مرة ملناش دعوة العيلة دي كلها نسيت اللي حصل لنا منهم عمار بحدة اللي حصل زمان غلطت شخص واحد بس و انا عمري ما هاخد حد بذنب التاني ميان بنت خالتي اشوفها في اي وقت هي و خالتو عليا انت رافض كده يبقى ده يرجعلك و يخصك انت مش انا سفيان پغضب بتعصى كلامي يا عمار ايه مثلت عليك بكلمتين و دموع تماسيح عشان تخليك تعصي اخوك و تعارض كلامه عمار پغضب اعصى اخويا و اعارضه لما يكون بيفكر و يتصرف غلط و عايز يسحبني معاه في الغلط إلى هنا و كفى لم تقدر على الصمت اكثر من ذلك نظر لعمار و الفتيات قائلة بهدوء زائف سيبونا معاهم خمس دقايق من فضلكم نفذوا ما قالت ليبادر هو بالحديث قائلا بسخرية ايه ناوية تعملي نفس اللي عملتيها على عمار عشان تصعبي عليا قاطعته قائلة پقهر انت ظالم و قاسې اللي قدامي ده مش سفيان اللي كنت بجري في حضنه استخبى فيه مش سفيان اللي عمره ما جرحني بكلمه اشاح بوجهه بعيدا عنها باستهزاء لتتابع هي بحزن نسيت وعودك ليا زمان بتقول اني بمثل طب انت تبقى ايه ما انت كمان كنت بتمثل و بتقول كلام معملتش بيه اول ما حصل اللي حصل كأنك كنت مستني حجة عشان تبعد و بعدت انا مش بمثل يا سفيان لأني لحد انهاردة بعمل بكل وعودي ليك الدور و الباقي ع اللي خلف بيها و راح اتجوز و لا عاش حياته و لا كأن فيه واحدة خلاها تحبه و في نص الطريق سابها تظاهر بالبرود على الرغم من تأثره الشديد مما تقول لكن سرعان ما عاد لقسوته متذكرا ما حدث بالماضي سخر منها قائلا أداء حلو و عشرة على عشرة بس بردو مصعبتيش عليا وش البراءة و المسكنة ده مش هيأثر فيا لأني اكتر واحد عارف اللي من صنفك نفت قائلة پقهر و دموع مش بقولك كده عشان اصعب عليك انا بقولك كده عشان تعرف مين اللي بيمثل و مين اللي ظالم صعدت لسيارتها دون حديث اخر و هي تبكي پقهر لما لا تستطيع ان تنتزع هذا الحب من قلبها تريد ان تتخطاه و تحيا بسلام مثلما فعل هو و تخطاها غادر خلفها و كلما اشفق عليها ذكر نفسه بذلك الماضي و بما فعلت به قديما ليعود يقسي قلبه عليها مرة أخرى !!! منذ الصباح و هي تدور من مكان لأخر محاولة ايجاد عمل تنشغل به و تبقى خارج المنزل لأطول وقت ممكن لتتجنب كلمات والدتها القاسېة التي تؤلمها اكثر من سماعها من الغريب التي من المفترض ان تقف بجانبها و تساندها اكثر من يلقي عليها اللوم و العتاب و الكلمات القاسېة ليتها منذ ان أصبحت مطلقة هي هكذا معها منذ زمن منذ ان كانت طفلة صغيرة لا تفقه شيء لقد ارتكبت خطأ