رواية شد عصب (من الفصل الأول الى الخامس) بقلم سعاد "محمد سلامة"
هو مألوف
حتى سمعت رنين هاتفها التى تجاهلت الرد عليه سابقا مرات
زفرت نفسها بضيق شديد وهى تنظر الى شاشة هاتفها تعلم من الذى كان ومازال يتصل عليها فهى شبه علاقاتها مع الآخرين محدوده فقط مجرد زمالات دراسيه وقتيه وتنهى فهى منذ طفولتها لا تشعر بالإنتماء لأى مكان قضت معظم حياتها بالتنقل مع والدها سواء فى مصر او حتى فترة بقائها برفقة والدها سنوات بالخارج
سلوان إنت فين بقينا نص الليل ولسه مرجعتيش للشقه
تهكمت سلوان ساخره تهمس لنفسها
أخيرا حسيت إنى سايبه البيت من الصبح طبعا عايم فى العسل مع العروسه هتفتكر إن ليك بنت
عاود سؤالها مره أخرى
ردت سلوان بنزك
أنا قولت بلاش أبقى عازول حضرتك عريس جديد وقررت أسافر كام يوم سياحه وكمان أسيبك تتهنى مع طنط
مره أخرى بإستفسار وتعجب
سلوان سافرتى! إزاى بدون ما تقوليلى وكمان سافرتى فين
ردت بلا مبالاه وسخريه
لما أسحب فلوس من الكريديت أكيد هتعرف أنا فين سلام يا بابا أبقى سلملى على طنط وبالرفاء والبنين
كاد يتسأل مره أخرى لكن رأت عبر زجاج القطار لوحه مكتوب عليها محطة الأقصر وشعرت أن القطار يستعد للوقوف
أغلقت الهاتف ونهضت شعرت بتيبس بساقيها سببه بقائها جالسه لمده طويله تهكمت قائله
على رصيف القطار
وضع الهاتف على أذنه يرد على سؤال والده
إنت فين يا جاويد لدلوك الساعه جربت على إتناشر ونص وإنت لساك معاودتش للدار أمك سألتنى إن كنت بعرف مكانك جولت لها مخابريش
أنا فى محطة الجطرالقطر وخلاص كلها نص ساعه وجطر البضاعه يوصل أشحن البضاعه على محجر المصنع وأعاود للدار يعنى ساعه ساعه ونص بالكتير
تنهد والده قائلا
إنت اللى هتستلم البضاعه بنفسك كنت خليت أى حد من المصنع يستلمها مطرحك
رد جاويد
وفيها أيه لما أستلمها آنى أنا فاضي دلوك
تنهد والده بإشتياق وتقدير قائلا ربنا يديك طولة العمر بتشبه چدك الله يرحمه كان دمه حامي إكده ويعمل كل شئ حتى الحاچه الصغيره بيده بلاش تتأخر عشان إنت عارف أمك عندها جلجقلق عليك بزياده
مش عارف أيه سبب الجلج ده أنا خلاص كبرت وكلها أجل من شهر وأكمل واحد وتلاتين سنه
تبسم والده قائلا
هى بتجول مش هنطمن عليك غير لما تتزوچ ويكون لك مره تاخد بالها منيك
ضحك جاويد قائلا
كنت بنته إياك وهيفوتنى الجطر وبعدين يعنى العرايس جدامها كتير
رد والده ببساطه
العرايس كتير وفي منهم اللى فى إنتظار كلمه منيك
نتكلم فى الموضوع ده بعدين خلاص الجطر اللى جايه فيه البضاعه انا سامع صوته بيجرب من المحطه
أغلق جاويد الهاتف وكاد يضعه بجيبه لكن
بسبب تيبس جسدها ومكان مقعدها بمنتصف إحدى عربات القطار تأخرت فى النزول من القطار بمجرد أن وضعت إحدى قدميها على رصيف القطار إندفع القطار سيرا وكاد يجذبها تحت عجلاته لكن وقعت منها حقيبة يدها كذالك حقيبة ملابسها أسفل تلك العجلات بينما إختل توازن جسدها وأخذت تدور وتدور لا تستطيع السيطره على جسدها كآنه مثل الهلام تتخبط بين بعض النزلاء من القطار حتى أنها تصادمت بكتف جاويد ومازالت أيضا تدور الى أن
إقتربت رصيف القطار المقابل وكادت تسقط على القضبان لكن سريعا حين رأها جاويد أمسكها بقوه من إحدى عضديها وجذبها عليها ثم أمسك عضد يدها الأخرى يثبتها بمكانها قبل خطوه واحده من السقوط على قضبان القطر ثبتها قويا وهى شبه دائخه
وحين يشاء القدر يكون اللقاء الذى سيجمع بين العصب والوتين ب أرض مازالت تحمل لعڼة خېانة الجدود ل عهد قديم يدفع ثمنه الأحفاد
الفصل الجاي كان بودى اقول يوم الثلاثاء بس نسبة القرايه متشجعش يبقى كفايه يومين فى الاسبوع
الاحد والخميس ميعادنا الخميس
يتبع
للحكايه بقيه
﷽
الثالثه
شد عصب المكتوب ع القلوب
بأقصى أطراف البلده منزل من الطوب اللبن
يشبه العشش تفوح منه رائحة كريهه
رائحة مكان يعقد فيه عهود مع شياطين الجان هنالك أيضا شياطين البشر التى لا تفكر سوا فى الطمع
ألقت بعض من الرمال فوق ذالك المنقد موقد صغيرللفحم
حتى تهدأ نيران ذالك الفحم المتأججه زفرت نفسها قائله
صالح الأشرف من زمان رچليك مخطتش لعشتي چاي كيف العاده عشان مصلحتك أرض الچميزه
إستغرب صالح الذى شعر بغثيان من رائحة المكان الكريهة أخرج منديل معطر من جيبه ووضعه فوق أنفه
إستهزأت به قائله
الأرض راجدهراقدهعلى كنز كبير بس كل شئ بآوان ولساه آوان خروچ الكنز مجاش
لمعت عينيه بطمع وإنبسط وجهه بظفر فى البدايه ثم سأم وجهه متهجم يقول
وميتى بجى آوان خروچ الكنز يا غوايش
ألقت غوايش
بعض الرمال فوق المنقد قائله
لما أعرف طلبات مارد المقبره بس قبلها لازمن تحاوط الأرض دى ب سور خرساني عشان لازمن نحفر الأرض الكنر فى جب غويط ولو حفرت أكده فى العلن ألف يد هتتمد عالكنز المدفون
لمعت عين صالح بطمع متسألا
بس أنا ليا جزء فى الأرض مش كلها ملكي صلاح له فدان وصفيه نص فدان كيف هحاوط على نصيبهم بالأرض ومش معجول هجول لهم إن فى كنز تحت الأرض صلاح ولاده التنين لابسين توب العفه وصفيه هتمشى وراء صلاح وولاده
زفرت غوايش نفسها ونفخت فى ذالك المنقد ليشتعل الفحم قائله
بس تجدر تحاوط نصيبك مش قليل فدان صحيح الكنز راجد تحت الأرض كلها بس سهل نسحبهم من نصيبك فى الأرض بعد الحفر
تنهد صالح بطمع قائلا
تمام بس هيسألونى عن سبب إنى بحاوط الأرض دى
زفرت غوايش نفسها بضيق قائله
سهل الچواب جول لهم إنك هتبنى عليها مصنع فخار كيف جاويد ولد أخوك ما عنده مصانع هتستغل الأرض وإنها جريبه من النيل وأكيد طميها هينفع المصنع وكفايه أسئله عاد دلوك وكل سؤال له چواب بعدين دلوك إلحق حاوط الأرض
ب سور سميك وبلاش تستعجل عالكنز له آوان يخرج فيه لما يتم طلب مارد المقبره ودلوك هملني وأنا هبجى أشيع لك كيف ما حصل سابج هتغرف من كنز ثمين مدفون مش بس دهب مساخيط كمان فى اللى أهم من دول
برقت عيناه بجشع مبتسما يقول بأستفسار
وأيه اللى بالمقبره أهم من الدهب والمساخيط بترول إياك
نظرت له غوايش بعين تحولت الى وهج نيران مستعره تقول
لاه مش بترول ده سر جديم تركيبه ترچع الشايب شاب من تاني ويعافر مع صبيه مش يبلبع حبيتين
فهم صالح مغزى حديثها شعر فى البدايه بخزي لكن لمعت عينيه وبرقت بآشتياق قائلا
جصدك الزيبق الأحمر
ردت غوايش
لاه مش الزيبق الأحمر ده ترياق تاني مخلوط ومعزم عليه بجوة مارد المجبره ودلوك كفايه أسئله جولت هملني لحالي وحط اللى فى چيبك على الكرسى اللى جاعد عليه
وقف صالح وأخرج من جيب جلبابه ظرف وضعه على المقعد مكان جلوسه وخرج من العشه تاركا
غوايش التى إزداد توهج عينيها نيرانا وهى ترى خيال مارد شيطاني كبير ومخيف يقف على الحائط أمامها نهضت سريعا وإقتربت من الحائط شعرت بيد قويه توضع فوق رأسها تغصبها أن تسجد بالفعل سجدت أمامه تشرك بالله تبيع روحها لشيطان طالبه قوه خفيه تساعدها فى أعمال شريره ټأذي بها الأخرون تعتقد أنها تعطيها سطوه كي تأخذ بثآر الماضي
بمنزل مؤنس القدوسى
رغم أن الغرفه مظلمه لكن جافى النوم مرقده بسبب هو يعلمه جيدا الشوق والحنين لفتاه كانت مدلله ربما أفرط فى تدليلها ليكون هذا الدلال سبب هلاكها لا يعلم سبب لتذكره لها اليوم لكن سأل قلبه
هل نسيتها يوم بل لحظه بحياتك تخليت عنها وتركتها تذهب خلف هلاكها بعيدا لتعود لك فى
يوم چثه دفنتها دون عزاء وإعتقدت أن هذا كان عقاپ لها بل كان لك قلبك يآن بكل لحظه تتمنى لو كنت سبقتها إلى القپر وإنقلب الوضع وهى من أخذت عزائك
نهض من على فراشه واشعل الضوء وأخذ عباءه عربيه وضعها على كتفيه وخرج الغرفه لو ظل بالغرفه يتذكر أكثر سيجن عقله خرج الى حديقة المنزل حتى قدميه ساقته نحو ذكراها وهو ينظر الى شجرة التوت التى بالحديقه رأى تساقط أورقها بسبب الخريف حين تسلط ضوء شبه منير من القمر الاحدب للحظه إبتسم وهو يتذكر صبيه يافعه تتسلق فروع شجره توت مثل هذه كانت تتسلق بحذر كأنها فراشه تتنقل بين الأغصان وقفت بحذر على أحد الفروع تقذفه بحبات التوت الأحمر قائله بغنج
إفتح حجرك يا أبوي وخد دوجتذوق توت أحمر كيف ما بتجول عليه
خد الچميل مټخافيش الچلابيه اللى عليك غامجه وكمان جديمه ولو بجعت بقعتأمى ما هتصدج وتعملها خلجات تمسك بيها الطناچر من على الباجور
كان يضحك لها ويفعل مثلما تقول يفتح حجر جلبابه ويتلتقط حبات التوت التى تقذفها من فوق الشجره وينتظرها حتى تهبط من فوق الشجره تجلس جواره أسفل الشجره يستمتعان
بتذوق التوت وحين يرى ذالك المياء الأحمر حول فمها وخديها يضحك قائلا
كلى واحده واحده بلاش بالحفان كف الايد خدودك
كانت تضحك بدلال قائله
ده لونهم الطبيعي يا أبوي ناسى إنك بتنادم عليا مسك خد الچميل
مسك خد الچميل
ترددت تلك الجمله فى رأسه مع دموع حسره على شبابها الذى ذهب سريعا جلس على جذع شجره قريب من تلك الشجره لا يعلم سبب لذالك الشعور الذى يتوغل بقلبه يشعر برائحتها فى نسمة الهواء الخريفيه يشعر أنها قريبه منه ربما لو عاود النظر لأغصان الشجره يرها واقفه على أحد أغصانها لكن غص قلبه هذا وهم فالراحلون لا يعودن فقط يتركون ذكريات وآسى بالقلوب
بنفس اللحظه شعر مؤنس بيد على كتفه بلهفه جفف دموع عينيه بيديه ونظر خلفه للحظه ظن أنها مسك وأن ما حدث كان كابوس حتى أنه قال بلهفه
مسك
إبتسم محمود وهو يظن أنه يعتقد أنه إبنته قائلا
مسك من وجت ما عاودت مع صفيه من دار خالها دخلت لمجعدها وزمانها فى سابع نومه أيه اللى مسهرك يا أبوي أنا خدت نعسه وجومت من النوم عطشان ملجتش ميه فى المعجد نزلت للمطبخ لمحتك باب الدار مفتوح وكنت هجفله بس لمحتك فى الچنينه أيه اللى شاغل بالك إكده يا أبوي من صباحية ربنا وإنت شارد
تنهد مؤنس يتنفس الهواء يشعر بآسي فى قلبه محمود ظن أنه يتحدث عن إبنته بينما هو قصد خد الچميلالتى رحلت وتركت مكانتها فى قلبه لم تهتز لكن بداخله ندم لو عاد الزمن مره أخرى لن يتركها ترحل بعيد عنه حتى لو كان ألزمها بالزواج
ب رجل تبغضه لكن فات الآوان وأصبح كل شئ ماضى مؤلم تنهد يحبس
تلك الدمعه التى تترك قلبه أشلاء قائلا بكذب
أنا مش شارد يا ولدي ولا حاچه بس يمكن تقلت فى الوكل والنوم طار من عيني جولت أتمشي هبابه أهضم الوكل وأها أنا جايم أدلى على مجعدي وإنت كمان مش شربت يلا إدلى على مجعدك
قبل أن ينهض مؤنس من على جذع الشجره جلس محمود على جذع آخر قائلا
فى موضوع يا أبوي عاوز أتحدت فيه وياك وأخد بشورتك بصراحه إكده صالح الأشرف عرض عليا أنى أشتغل وياه وأبيع له بضاعة الفخار اللى عم صنعها وهو يبيعها فى البازار بتاعه للآجانب
زفر مؤنس نفسه بسأم قائلا بتحذير
لاه يا ولدي بعد عن سكة صالح الأشرف سكته واعره وآخرها الندم إنت مش ربنا رازقك وبتشتغل مع بازارات تانيه فى الاقصر غير زباينك اللى واثجين فى جودة صنعتك بلاها يا ولدي وبلاش تسمع حديت مرتك الفارغ بالك لو كان چالك العرض ده من صلاح أو جاويد كنت جولت لك وافج بدون ما تفكر حتى إنت يمكن مكنتش هتبجى محتار وتسألنى آخر حديت يا ولدى خلينا بعيد عن سكة
صالح الأشرف كفايه اللى حصل منيه بالماضي لسه مكان الچرح لغاية دلوك پينزف
بغرفة مسك
وجلست على مقعد أمام المرآه جذبت قلم حمره للشفايف وبدات بطلي شفاها منه بكثرة حتى أصبحت شفاها شبه دمويه
نهضت واقفه تدور حول نفسها بإعجاب
من أجل أن يتحقق يوم ما قريبا وتصبح ملك يمين جاويد تلك هى الامنيه التى تحيا من أجلها تعشقه منذ نعومة أظافرها هو فارس أحلامها رغم أنه لم يعطي لها يوم إهتمام أكثر من كونها إبنة عمته ذمت نفسها قائله بلوعه
لحد ميتى يا مسك هتتحملي جفى جاويد إنت سمعتى بودانك الليله حديته عالموبايل مع مرات خالك بتسأله هو فين وإن عمته فى الدار ونفسها تشوفه إتحچچ أنه مشغول ومجاش
جاوبت على نفسها بلوم قائله
واه يا مسك هتتخيلى وترسمى قصص من خيالك عاد أكيد جاويد حداه شغل مهم هو عنده مسؤليات كتير أيه اللى هيخليه يتهرب وميجيش عالعشا من ميتى وجاويد بيهمه حاچه أو يستحي وكيف ما جالت أمى لو مش رايدني كان ولا همه وإتزوچ من زمان من بنت غيري بس هو عامل نفسه تجيلتقيل حبتين بس بعد عمل المحبه اللى أمى دسته له فى المرتبه أكيد هينسى التجل ويبيح باللى فى جلبه ويتم المراد
تنهدت بأمل تغمض عينيها ترسم وهم لذيد لديها إحساس أنه أقترب تحقيقه
بمحطة القطار
ساعة القدر يعمى البصر
هذا هو تفسير ما لا تشعر به كآنها فقدت الإدارك تماما لا تشعر بشئ رغم ذالك تدافع الهواء القوي الذى لولا تشبث جاويد بعضديها لدفعها ذالك الهواء أسفل عجلات القطار
بينما جاويد المتشبث بها كان أول شئ وقعت عيناه على شفاها المرسومه بحمره طبيعيه سار بقلبه للحظات تنحى العقل لكن فاق من ذالك الإنسياق على صوت إحداهن تصرخ وتقول
الجطر دهس بنت تحت عجلاته
فجأه عم الصخب بين نزلاء القطار وتوقف القطار للدقائق البعض ينظر الى أسفل عجلات القطار يرى تطاير ملابس منهم من يجزم أن هنالك من فرمتها عجلات القطار وآخر يقول أن تلك حقيبة ملابس فقط تأكدوا حين عاود القطار السير وأقترب البعض من مكان وقوف جاويد المتشبث ب عضدي سلوان التى بدأت تشعر بعودة الإدراك هنالك من ظن وأبتسم أن هذان الإثنان عاشق يستقبل معشوقته الآتيه من السفر وأخر إستهزئ من ذالك وأعتبره وقاحه لا داعى منها أمام أعين الغرباء وهنالك آخر من رأى الموقف من البدايه وفهم أنه كان عمل إنساني من