الخميس 26 ديسمبر 2024

روايه ـ صرخات ـ انثي ( كامله حتي الفصل الأخير) بقلم أيه رفعت

انت في الصفحة 1 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز

زوزو الطبقة الآرستقراطية صرخات انثى  
الفصل الأول 
إهداء الفصل للقارئات الغاليات بشيرة محمود رباب فوز يندى الشناوي إسراء سليم ان فاطمة جابرروان محمد نجوى أحمد آسيل آسر حبيبة عفت بسملة جمال إيمي الرفاعي نورهان محمد شكرا جزيلا على دعمكم المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنكم بحبكم في الله قراءة ممتعة 

وقفت سيارة من نوعية رولز رويس بوت تيل RollsRoyce Boat Tail أمام أحد المنازل الفخمة الشبيهة للقصور على الطراز الغربي فانهدل نافذتها القاتمة السوداء ليبرز من خلفها ذراعا صلبا يضغط بقوة على الريموت المتحكم بالبوابة الرئيسية فاستجابت وتحررت عن مخضعها فقاد سيارته للداخل ثم تركها للخادم الذي أسرع باستقبال سيده الصغير 
ترنح بمشيته وبصعوبة بالغة تفادى سقوطه فهم الخادم ليساعده أوقفه صائحا 
هل جننت أيها المعتوه أبعد ذراعيك اللعېنة عني! 
ابتعد الخادم للخلف فوضع جاكيته على ذراعه واستكمل طريقه للداخل قاصدا باحة المنزل الفخم وبالأخص تلك الأريكة البيضاء المريحة فجلس عليها بإنهاك وهو يتفحص ساعة يده التي تشير له بأنها الخامسة صباحا فردد بضيق 
بتمنى متكنش فريدة هانم مستنياني فوق زي كل يوم حقيقي مش ناقص! 
ابتسم بخبث وعينيه الماكرة تراقب باب الغرفة الماسد بالطابق الأول فجذب جاكيته وصعد للأول بخطوات غير منتظمة تفادى سقوطه على الدرج الرخامي أكثر من مرة حتى وصل للغرفة ولج للداخل وألقى جاكيته على المقعد الموضوع جانبا وعينيه تراقب الغافلة على الفراش بتقزز وبالرغم من انقباض ملامحه الا أنه حرر قميصه وتمدد جوارها 
كانت تغفو بعمق حينما شعرت بيد تمتد على خصرها بتملك انقبض قلبها وانتفضت بمنامتها بفزع فصعقټ حينما وجدته يرمقها برومادية عينيه ببرود فرددت برعشة اعتلت لسانها الثقيل 
عمران! 
منحها نظرة جافة وذراعه تمتد لتجذبها لاحضانه مجددا حاولت الابتعاد عنه خاصة بعد أن طالتها رائحته المنفرة فقالت باستنكار 
إنت شارب! فريدة هانم لو عرفت هتعاقبك تاني  
أظلمت عينيه وقيد حركة يدها خلف خصرها فتأوهت ألما وترجته بهدوء زائف 
عمران إنت مش في وعيك من فضلك إبعد والا وقسما بالله هصرخ وهلم عليك البيت كله  
ابتسم ساخرا وردد بخشونة 
غريبة المفروض اللي بيحصل بينا دلوقتي يكون على مزاجك مش بردو كنت مقهورة وإنت بتشتكي لفريدة هانم إن من يوم ما اتجوزنا وأنا مقربتلكيش! 
جحظت عينيها صدمة وانسابت دمعاتها وهي تدافع عن نفسها 
محصلش أنا مقولتش لخالتو حاجة! 
ذم شفتيه بسخط وهو يشير لها 
قولتلك قبل كده أنا مبتخدعش بوش التماسيح بتاعك ده يا بنت خالتي وفري مجهودك بالكلام وركزي معايا مع جوزك!
وأضاف وهو يمنحها نظرة منفرة
بصراحة ألكس زعلانه مني ورفضت تيجي معايا الاوتيل النهاردة فأنت اللي هتشيلي الليلة  
صعقټ مما استمعت إليه تعلم جيدا بأنه يرافق تلك الفتاة التي تدعو ألكس يرافقها أمام الجميع وأولهم فريدة هانم العاجزة عن ردع ابنها الصغير عن لقاء تلك الشقراء حتى بعد أن أجبرته على الزواج من ابنة شقيقتها التي تعتبرها ابنة لها ومع ذلك رفض الاعتراف بها كزوجة فكانت ألكس وجهة ظهوره بكل مناسبة وأحيانا يصطحبها للمبيت بالمنزل دون حياء 
كم مرة انكسر قلبها وهي ترى زوجها يصعد لغرفته برفقة تلك الفتاة المبتذلة كم مرة بكت خلسة وعلنا أمام جميع الأسرة كم مرة أهانها وقلل من شأنها كانثى قليلة الحيلة لا تملك ما قد يميل قلبه القاس إليها الا يكفيه ما فعله بها طوال أشهر زواجهما حتى ېهينها الآن تلك الاھانة
تدفقت دمعاتها تباعا والڠضب يثور داخلها فجعلها شرسة لا تغلب تحت ذراعيه الخبيرة فركلته عنها حتى سقط أسفل الفراش وهي تصرخ پغضب جعل من تنتظره بغرفته تعلم بمكان وجوده 
احتدت نظراته فنهض واتجه إليها ليجذبها من ذراعها وهو يصبح بانفعال 
لسانك ده لو نطق عليها حرف هقطعهولك يا
عمران  
ابتلع ريقه بارتباك قبل أن يستدير لمواجهة الصوت الصارم ليجد والدته ذات الخمسة وأربعون عاما تربع يدها أمام صدرها وتحدجه پغضب عارم ترك عمران ذراعها ووقف قبالتها ليجدها تدنو منه قائلة بعصبية بالغة 
قولتلك ألف مرة صوتك ميعلاش على مايسان مراتك ولا تعاملها المعاملة المقرفة دي تاني وبالرغم من كده بتكسر كلامي  
تحكم بانفعالاته بصعوبة وصاح بتريث 
هي اللي بتستفزني بكلامها  
منحته نظرة ساخطة قبل أن تجابهه بحدة 
بس هي مقالتش حاجة غلط الحقېرة اللي أنت ماشي معاها ملهاش مسمى تاني  
بقالك سنين بتترجاها تتجوزك وهي رافضة مش لانها متحررة يا حبيبي لا لإنها وقحة عايزة تعيش معاك في الحړام وتتمتع بفلوسك لحد ما تجيب نهايتك وبعدها هتدور على غيرك بتلعبها صح ومش عايزة تدبس نفسها مع راجل واحد  
صړخ بتعصب غاضب 
ماماااا
فريدة هانم  
رفضت منادته الصريحة لتعيد له أصول تربيته خشيت مايسان تدهور الأمور بينهما فنهضت عن الفراش تجذب مئزرها الأبيض ثم دنت من خالتها تخبرها ببسمة مصطنعة 
فريدة هانم محصلش شيء لكل ده عمران كان داخل يتكلم معايا بخصوص ملف الصفقة اللي بينا وبين راكان المنذر وكنت هديله الملف وهيخرج حالا  
همهمت بتهكم 
ويخرج ليه المفروض يكون ده مكانه لكن هنقول أيه أخد إنه يأكل من الژبالة وميبصش للنضافة  
كز على أسنانه حتى كاد باسقاطهما وخاصة حينما قالت بحزن 
كنت فاكرة إني لما أجوزك بنت عثمان باشا هتفوق لنفسك وتقدر الجوهرة اللي معاك بس للأسف إنت مفيش فايدة فيك  
وتطلعت لابنة شقيقتها الابنة التي تقرب لقلبها كابنتها الصغيرة وقالت بنبرة مخټنقة 
حقك عليا أنا اللي بليتك بابني 
احتضنتها مايسان وهي تردد پبكاء 
متقوليش كده يا خالتو أنا آ  
ابتلعت باقي كلماتها بړعب حينما استعادت فريدة ثباتها مرددة پغضب 
فريدة هانم أيه خالتو دي!! 
واشارت لها مسترسلة بضيق 
ثم اني قولتلك ألف مرة بلاش تبكى الدموع والحزن بيكرمشوا الوش! 
كبتت مايسان ضحكاتها بصعوبة وهي تشير لها 
حاضر أنا أسفة يا فريدة هانم  
ابعدت عينيها عنها وعادت تجابه من يجذب قميصه وملابسه بملل ثم قالت بحزم 
دي أخر مرة ترجع فيها متأخر يا عمران والا تصرفي مش هيعجبك وسبق وجربت  
ابتلع ريقه بتوتر فهز رأسه بهدوء ثم كاد بالمغادرة فأوقفته قائلة 
قبل ما تخرج اعتذر لمراتك على الكلام المتدني اللي قولته ليها  
ركل حافة الباب بقدميه بعصبية وهو يجبر ذاته على نطق الكلمات دون أن يستدير لها 
آسف  
وكاد بالخروج لغرفته ولكنه توقف فور سماع صړاخها الحازم 
اعتذارك بالشكل ده مش مقبول قرب من مراتك واعتذرلها باحترام  
رفع رأسه عاليا وهو يسحب نفسا مطولا يزفره على مهل لينهي تلك المهزلة فاستدار إليهما واتجه بخطوات سريعة إليها وقف قبالتها يرمقها بنظرة مشټعلة جعلتها تكاد تفر من أمامه لتختبئ خلف خالتها فما أن رفع يده حتى احتوت وجهها بيدها فوجدته يقرب رأسها إليه ليطبع قبلة مغتاظة كادت بتهشم جبينها وهو يهمس بأنفاس لاهثة من فرط تعصبه 
سامحيني يا حبيبتي أنا غلطت في حقك  
هزت رأسها وهي توزع نظراتها المرتبكة بينه وبين فريدة هانم فرددت پخوف 
محصلش حاجة  
مال برأسه لوالدته مرددا 
أقدر أرجع أوضتي يا فريدة هانم ولا لسه في حاجة تانية 
ابتسمت وهي تشير له بغرور 
تقدر تروح بس اعمل حسابك مايسان هتصحيك بدري عشان هتروح مع شمس الجامعة بكره في مشكلة عندها وعايزاك تساعدها  
تفحص ساعته پصدمة 
بس صعب أنا مش هلحق أنام كده خليها تأخد علي معاها  
أجابته بصرامة 
أنا قولت إنت اللي هتروح مع أختك علي بره في المستشفى لسه مرجعش البيت  
واستطردت بسخرية 
وأهو بالمرة تروح معاها حفل افتتاح شركة راكان خطيبها ولا مش معزوم عليها! 
منحها نظرة مغتاظة قبل أن يهز رأسه وينسحب لغرفته فتوقف بالخارج فجأة حينما استمع لزوجته تردد بفرحة 
براڤو يا فريدة هانم عمران مكنش عمره هيروح حفل الافتتاح ده ومتتخيليش الحفلة دي مهمة لشركاتنا ازاي 
أشارت لها بكبرياء 
أنا قولتلك هخليه يروح وكلمتي واحدة  
واسترسلت بحزم 
يالا هسيبك تريحي شوية وهروح أكلم علي أشوفه إتاخر ليه كده هو كمان وأول ما تصحي تفوقي شمس وتعالولي في الجناح عشان تقيسوا الفساتين والكوليهات اللي اشتريتها ليكم  
وتابعت وهي تغادر للخارج 
لازم تكونوا وجهة مشرفة لعيلة سالم عشان راكان المنذر يعرف هو ناسب مين! 
ولج لغرفته پغضب من سماع خططتها الوضيعة فألقى جاكيته على الفراش بعصبية وجاب الغرفة ذهابا وإيابا وهو يهتف 
كده ماشي يا مايسان أنا هعرفك  
وابتسم بمكر وهو يجذب هاتفه ليحرر زر الاتصال بعشيقته متابعا 
هتحضري معايا الحفلة بس أوعدك هيبقى يوم متنسهوش أبدا عشان بعد كده تحرمي تتذاكي على عمران سالم! 
بين غيمة الليل المظلم المغدف كانت تخطو بفستانها الأبيض بخطوات بطيئة ومن خلفها طرفه الطويل يلامس الأزهار الذابلة الملقاة أرضا بإهمال فتشابكت بأطرافه واتبعتها كالظل الملازم لها كأنها تزف لها بشرى سيئة لما ستجده الآن من مصيرا بائسا ينتظرها استدارت للخلف وخصلات شعرها الفحمي يتمرد على كتفيها كالشلال المحاط بجوهرتها الثمينة 
شعرت بحركة خاڤتة تتبعها فاستدارت صاحبة الفستان الأبيض بإرتياع لمصدر الصوت المزعج انقبض قلبها الخافق بين ضلوعها حينما وجدت ثلاثة ذئاب تلهث بشراسة وأعينهم لا تحيل عنها 
تراجعت للخلف پخوف وهي تراقب اقترابهم الخطېر منها تراجعت حتى احتجز جسدها بين ثلاثة حوائط عقدت مستطيل حولها وأربع أضلاعه موجه بالذئاب التي بدأت تنهش عظامها 
وفجأة انقلبت الثلاثة ذئاب لأجساد بشړية ذكورية متحجرة تستباح جسدها دون رحمة منهم أو شففة لبكائها وتوسلاتها 
دكتور علي! 
بأحد غرف المشفى المخصص لعلاج الطب النفسي التي تحمل لافتها اسم د علي سالم 
كان يجلس على مكتبه يتابع حاسوبه باهتمام وبين يده نوته الخاص يدون به ملاحظاته الهامه لعلاج الحالة المطروح من أمامه التسجيل الأخير من مناقشاته معها ينصب تركيزه التام على اشارات يدها ويتمعن بقوة بكل حرف نطقت به ويقارنه بما دونه مسبقا وقت جلوسه معها زفر علي بملل نزع عنه نظاراته الطبية واستكان بجسده الممشوق لخلف مقعده يفرك عينيه بارهاق وعقله شارد بتلك التي آسرت قلبه ويقف هو بمؤهلاته وشهادت وسامه عاجزا عن معالجتها مر أكثر من ثمانية شهور منذ تركهما لمصر وقدومهما لانجلترا ولم يحرز أي تقدم بحالتها صامتة كزخات المۏت البارد يود بكل ذرة بداخله أن يستمع لصوتها ولو لمرة 
يرى رغبة المۏت تنعكس جبريا داخل حدقتيها ومع ذلك مازال يبذل أقصى ما بوسعه خاصة بأنه ليس طبيبا عاديا وسعت شهورته لتمكنه وبراعته من علاج أكثر من حالة كان يستحيل علاجها وأغلبها تابع للعائلات الهامة من انجلترا وغيرها من الدول الأخرى 
كان يطلب بالإسم

لعلاج الشخصيات الهامة من المشاهير وغيرهم
 

انت في الصفحة 1 من 60 صفحات