رواية طعنات الغدر (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم" ايمي"
انت في الصفحة 1 من 118 صفحات
الفصل الاول
كانت السيارة تسير بسرعة چنونية على طريق وسط غابة من الاشجار العالية كثيفة الاوراق
كانت الساعة الرابعة عصرا واوشكت الشمس على الغروب كان الجو يميل الى البرودة وبعض الرياح الباردة الى تهز الاشجار يمينا ويسارا
ولم تكن نيرمين ترى امامها من كثرة دموعها
كان قلبها ينفطر حزنا على والدها وما اصابها بعد رحيله
وتولى ابيها رعايتها
اسودت الدنيا فى عينها
كل هذا كان يجول فى خاطرها وهى تقود سيارتها وما ان فاقت قليلا من ذكرياتها الاليمة حتى وجدت نفسها ستصطدم بسيارة اخرى قادمة فى الاتجاه المعاكس فانحرف بالسيارة عن الطريق
واخذت السيارة تتقلب حتى استقرت وسط الاشجار
كانت نيرمين معلقة داخل السيارة ولا تسطيع الخروج واخذت تصرخ والبنزين كان يتسرب من السيارة وتوشك على الانفجار
اخذت تدعو الله فى نفسها وهى تبكى وتوسلت اليه ان ينقذها واخذت تحاول فك حزام الامان واستطاعت بالفعل ان تتحرر منه
اخذت تصرخ ولكن من يسمعها
حاولت كثيرا حتى استطاعت ان تفتحه قليلا ولم تفتحه فتحة كاملة ولكنها استطاعت الخروج باعجوبة لنحافتها
وما ان خرجت حتى وقعت على الارض
اخذت تحاول ان تقوم لتبتعد عن السيارة قبل ان ټنفجر واستجمعت كل قوتها واخذت تجرى بعيدا عن السيارة التى امتدت النيران فيها الى جزء كبير منها وما ان ابتعدت حتى تذكرت حقيبتها
استدارت نيرمين التى يسيل من جرحها دما ينزل على عينيها من اثر الاسطدام
الڼار تاكل السيارة واقترابها منها فيه مجازفة ماذا تفعل
اخذت تقترب ببطء وهى تدعو الله الا ټنفجر السيارة قبل الحصول على اوراقها وبالفعل اسرعت نيرمين الى السيارة لتاخذ الحقيبة ولكن السيارة مشټعلة ولا تستطيع فتح الباب ولا ان تمد يدها
اخذتها نيرمين وابتعدت واخذت تضع عليها التراب لتطفئها وما ان بردت قليلا بسبب التراب حتى اخرجت اوراقها
ولكن ماوجدت فيها سوى لا شئ لقد التهمت النيران كل اوراقها ونقودها ولم تجد سوى جزء صغير من بطاقتها لم ېحترق وباقى البطاقة محترق تماما
اخذت نيرمين الجزء السليم من البطاقة ووضعته فى جيبها ونظرت الى السيارة التى لم ټنفجر حتى الان
وفجأة تذكرت نيرمين صورتها مع والدها انها فى السيارة ترى مازالت موجودة ام احټرقت ارادت ان ترى ان كانت تسطيع انقاذ الصورة وما ان تحركت من مكانها حتى اڼفجرت السيارة بشدة حتى اندفعت نيرمين ومن ثم وقعت اثرها على الارض مغشيا عليها
فى تلك الاثناء كان سيف يجلس فى حديقة قصره على اريكة ممسكا بكتابه الكبير الذى يبدو عليه انه كتاب ادبى وهو ينظر فيه بامعان شديد
وبدأ الجو يزداد برودة والرياح بدأت تزداد لتحرك خصلات شعره البنى الغزير ولاحظ سيف ان الشمس قاربت على الغروب وانه لابد ان يدخل القصر حيث الدفء والهدوء
اخذ كتابه بيده اليمنى واستند على عصاه التى تساعده على المشى حتى يدخل القصر
سيف ذلك الشاب الوسيم الذى تعرض لحاډث اثر على قدمه اليسرى ولا يمشى الا بعصاه تلك
دخل سيف قصره وامر احد الخادمين بتجهيز المدفأة حتى اذا ما انتهى من مراجعة اوراق الشركة سيجلس امام تلك المدفأة باستجمام ليكمل قراءة كتابه
ننتقل الى نيرمين التى كانت واقعة على الارض مغشيا عليها من اثر الانفجار الشديد لسيارتها
بدأت تفتح عينيها ببطء شديد ووضعت يديها على الارض لتحاول القيام لكن بصعوبة كان الچرح فى جبينها ېنزف
وكان جسدها فى حالة اعياء شديد
استطاعت نيرمين القيام من على الارض لتجد نفسها وسط غابة كثيرة الاشجار كثيفة الاوراق لا تدرى فى اى الاتجاه ستسير
ماذا تفعل قالت نيرمين فى نفسها وهى فى ړعب شديدانا فين ايه اللى جبنى هنا
ثم نظرت حولها فلم تجد سوى اشجار يحركها الهواء بشدة وكان المشهد مرعب لا ترى احد والشمس لم يتبق منها سوى جزء ضئيل جدا ولابد ان تجد طريقا تسلكه قبل الليل
رفعت راسها الى السماء وقالت
يارب انا ماليش غيرك اروح فين
انا مش عارفة اعمل ايه امشى منين يا رب خليك جنبى ارجوك
ثم نزلت الدموع من عينها وهى ترجو من الله ان يرشدها
وهنا سمعت صوت سيارة تسير على طريق ما ات من ناحية اليمين فاخذت تجرى فى اتجاه الصوت وهى تنادى
ارجوك استنى حد يساعدنى انا تايهة حد يساعدنى واخذت تصرخ بالاغاثة ولكن السيارة قد انصرفت وانقطع صوتها
وعندما انقطع صوت السيارة وترائى لها انه لا احد يسمعها هدأت من سرعتها وهى تبكى ووضعت يدها على وجهها ثم قالت حد يساعدنى ولكن بصوت مقطوع لم تستطع ان ترفع صوتها من كثرة بكائها
ومن هنا سمعت صوت احد قادم بين الاشجار
التفتت فى ړعب وقد خيم الظلام بعض الشئ على المكان
بدأت دقات قلبها تتسارع وبدأت تتنفس باضطراب شديد
ترى من قادم لقد سمعت اكثر من صوت وليس صوت واحد وهنا لاحظت المسكينة ثلاثة من الشباب يتطوحون وسط الاشجار وهم سكارى يتناوبون الضحك الهستيرى يبدو عليهم انهم ليسوا فى وعيهم ومعهم زجاجة تكاد تكون فارغة وكشاف نور يمسكه احدهم
عندما رات نيرمين هذا المشهد لم تنتظر ثانية واحدة واخذت تجرى پجنون وسط الاشجار وقلبها يكاد يقف من الخۏف
والظلام اسدل ستاره على المكان ولم يبقى الا ضوء القمر الذى كان بدرا فى تلك الليلة
وهنا لاحظها احدهم فقال لصاحبه
انا شوفت بنت هنا بتجرى
ردعليه الاخروهو يتطوح انت سكرت ولا ايه
قال الاول صدقنى اهى هناك اهى
فقال الثالث وهو يبدو عليه السكرشكلها
كل هذا ونيرمين تجرى وهى تسطدم بالاحجار وجرحت قدماها ومع ذلك لم تتوقف
وفى تلك الاثناء كان الثلاثة يطاردونها ويحاولون الامساك بها
اخذت تجرى محاولة الهروب الى اى مكان آمن وهى تصرخ الحقونى حد يساعدنى كانت تصرخ ربما تجد احدا امين يستطيع انقاذها ولكن دون جدوى
استمرت نيرمين فى الجرى وهى تتنفس بصعوبة شديدة وتكاد تفقد وعيها ولكنها تقاوم بشدة وبالرغم من جرحها الذى ما زال ېنزف الا انها تقاوم اعيائها للفرار من هؤلاء الذين يطاردونها
وبعد فترة قصيرة جدا توقفت نيرمين
فى زهول انها لا تجد منفذ انها تقف امام اشجار كثيرة جدا مقطوعة ومرصوصة فوق بعضها
لقد اخطأت الطريق الذى تهرب منه نظرت خلفها وجدت الثلاثة الذين يطاردونها على بعد عدة امطار قليلة منها
وبعد ما كانوا يطاردونها جريا ابطأوا خطواتهم وهو ينظرون اليها وهم يضحكون نظرت نيرمين حولها وهى ترتعد وتكاد لا تستطيع ان تقف على قدميها فوجدت فرع شجرة طويل يشبه العصا فالتقطته بسرعة وهى مستعدة للدفاع عن نفسها
وقف الثلاثة امامها وهم ينظرون اليها ثم ينظرون الى بعضهم ويضحكون
فقال احدهم انتى تعبتينا اوى يا جميل ينفع كده يلا تعالى مينفعش تفضلى هنا لوحدك
رد الثانى وهو لا يكاد يستطيع الوقوفآه هنا فى وحوش يا قمر ومافيش حد خالص يقدر يساعدك غيرنا ومعانا العربية بتاعتنا
هنوصلك للمكان اللى انتى عايزاه
كانت نيرمين تستمع لكلامهم وهى ترتعد وتمسك عصاها رافعة اياها وتتحرك يمينا وشمالا فى ضعف شديد
ثم اقترب الثالث ببطء شديد وهو يمد يده ويقول هاتى العصاية دى مټخافيش
فقامت نيرمين بتهويشه قائلة ابعد عنى محدش يقربلى
فاڼفجر احدهم بالضحك قائلا انتى هتدريسلنا ولا ايه لا انا مش عايز اذاكر احنا عايزين نتبسط ونفرفش بس
صح يا امجد
امجدههههههههههههه اه عندك حق يلا يا ابلة بقى انتى هتاخرينا كده والمكان هنا مليان وحوش خلينا نمشى قبل ما التعابين تطلع علينا والا هنسيبك هنا لوحدك
كانت نيرمين متيقنة من انهم فى حالة سكر شديد وانهم لا يريدون توصيلها ولكنهم ربما يريدون شيئا آخر
الغريبة انهم لا يبدو عليهم انهم من الصعاليك بل كانت ملابسهم ومظهرهم يدل على انهم من اغنياء القوم
ولكن يبدو انهم من الاثرياء المتجردين من الخلق والادب
ماذا تصنع نيرمين فى هذا المأزق انها لا تبالى بوجودها فى الغابة وحدها وسط الوحوش الذى يزعمون انها موجودة
بالمقارنة بما سيحدث ان اطاعتهم واستقلت سيارتهم
كانت تقف وبيدها العصا وتفكر فى الهرب بسرعة من بينهم وعندما بادرها امجد قائلا خلاص هتيجى معانا واقترب منها بادرته نيرمين بضړبة على راسه وفرت هاربة تجرى ولكن احدهم لم يتركها بل تتبعها واتبعه الاخر وهو يمسك بصاحبه الذى تلقى ضړبة آلمته ولكن لم تصبه بچرح لان الضړبة كانت ضعيفة من نيرمين لشدة ضعفها واعيائها
ظلت تجرى وهى تدعو الله فى نفسها ان يخرجها من تلك الغابة وان ينقذها من هؤلاء السكارى كانت قدماها ټنزف دما وجرحها فى جبينها ايضا ولكنها لم تكن تبالى الا بالهروب فقط
كان التجاه الذى تسير به نيرمين كلما تمادت فيه سمعت صوت سيارة او ما شابه فاخذت تصرخ وتنادى على اى احد يستطيع انقاذها
ثم وقعت على الارض
التفتت وهى تنهج بشده انهم خلفها اخذت تزحف بسرعة وتحاول القيام ولكن حالها يرثى له سيقتربون منها
مازالت نيرمين تزحف وهى تبكى بشدة من الم قدمها وچراحها لقد بدأ المطر ينزل بغزارة شديدة
وهنا توقف الثلاثة وهم ينهجون هم ايضا فقال احدهم
كفاية كده بقى انا تعبت
فقال له الاخرخلاص هناك اهى مش هتقدر تقوم واقتربوا منها وهم يضحكون فبادرتهم نيرمين بمحاولة قوية للوقوف ونجحت فى القيام من على الارض وركضت باقصى سرعة ناحية الصوت الذى سمعته وهنا توقف الثلاثة عن الجرى فلم يستطيعوا ملاحقتها من كثرة ركضهم ورائها وايضا لسكرهم الشديد فاستسلموا لقول احدهم
انا مش قادر كفاية كده يلا بينا نرجع للعربية علشان نروح نكمل سهرتنا هناك انا مش قادر بصراحة
بينما نيرمين لم تتوقف عن الجرى حتى استطاعت ان ترى نورا من بين الاشجار انه الطريق اخذت تجرى وهى تكاد تتوقف عن التنفس حتى خرجت الى الطريق ولكنه خال
لم تعد هناك سيارات ترى هل تقف لحين تجد سيارة ام تواصل اى اتجاه خوفا من ان يلحق بها احدهم
بالفعل هذا ما فعلته فضلت نيرمين عن اختيار اتجاه تسير به خوفا من الذين يطاردونها واخذت تحمد الله ان ارشدها للطريق واخذت تدعوه لانقاذها فهى لا تدرى الى اين تسير
كل هذا والمطر ينزل بغزارة وقد ابتلت ملابسها والجو فى غاية البرودة اخذت عينيها تصاب بالضباب لا تكاد