روايه اسلام مكتملة حتى الفصل الأخير بقلم ساره منصور
المندهشه بعجب كبير
_ ايه دا FIFA 2019 جبتها ازاى أنا سامع أن صعب تبقي مع اى حد
_ مفيس صعب يلا مع رامي الامام
ضحك اسلام بسخريه وقال
_ هختار برشلونه وانت الريال
_ لا ياحبيبي انت الريال
_ خلاص مش لاعب
_ياساتر عليك خلاص ياعم انت برشلونه
_اوبا دا طول
عمرك محظوظ
استمر اللعب بينهم ثلاث ساعات كامله وتنتهى اللعبه دائما بفوز اسلام حتى تضايق رامي منه وقام بلكمه فى صدره
فانقلبت قسمات اسلام الى الضيق واحمر وجهه وقام من مجلسه والقى درع اللعبه على الارض وذهب الى الباب ليمشي
تابعه رامي وعلى وجهه السخرية
_ أنت قموصة يلا خلاص ياعم أنا اسف
أراد أسلام أن يخرج بسرعه حتى لا يري دموعه التى تعافر على الخروج
_ عشان خاطرى خلاص يااعم بقي حقك عليا
فدفعه اسلام لكى يبتعد عنه وجلس وهو يكتم شهقاته التى ترجمها رامي على أنه بسبب ظروفه الصعبة وندم على فعلته التى لم يكن يقصد منها سوي المرح كما يفعل ذلك مع باقى أصدقائه
فى تلك اللحظه دخل أحد العاملين بالقصر يخبر رامي
_ يا رامى بيه أصحابك موجدين تحت فى الحديقه
_ ماشي ياعم حسين قولهم جاي اهو
_ هتعرف كل حاجه لما ننزل
_ أصحابك مين أنا مش عاوز أشوف حد
_ يابني متقلقش عشان اقولك على المفاجأة
هبت نسمات الرياح على أشجار الصفصاف تتراقص مع زهور الحديقه الملونة تحت ضوء القمر يتناغم مع أصوات ضحكات الشباب وهمسهم وهم يجلسون فى مقاعد ذهبية اللون وسط أشجار حديقه القصر
_ هو لسة رامي مصاحب اسلام محدش قالى ليه يارجالة ان الواد دا جاى هتف بها أدم وعلى وجهه الڠضب وهو يقوم من مجلسه
_ أعد ياعم ملناش دعوة وبعدين أنته حاطه فى دماخك ليه أعد أعد
فأردف شابا أخر
_ شوف حتى لما شافك هو كمان مرداش يدخل ولف الجهه التانية
وأنا كمان مبقبلوش تحسه غريب كدا وحركات وشه مش عجباني
قال الاخر
_ فاكرين يارجاله لما كنا فى الثانوى ومسكنا فيه وسيف ضربه وقعد يعيط كنت حاسس ان بنت اللى بټعيط حتى حركات عنيه وهو بيتكلم بتخل جسمي يقشعر
تعالات ضحكات الشباب الا أدم الذي كان يريد أن ينقض عليه ويذيقه من الضړب مايكفى لإخماد ناره
_ماتيجي يابني قالها رامي وهو ينظر لاسلام برجاء
_ لا مش عاوز أعد مع الاشكال دى أنت نسيت عملوا فيا ايه أخر مرة
_ دا أدم معاهم ابن عمك
_ دا أكتر واحد تيييت فيهم
_ طب خلاص خمس دقايق بس عشان بس اقول اللى عندى وهنمشي على طول
تنهد أسلام فرامي كثير الحاح عليه ولن يتوقف حتى ينفذ مابعقله وطريقته تزيد فضول اسلام أكثر
فدخل عليهم وهو ينظر الى كل شخص منهم باستحقار
فقال رامي معلنا أمامهم
_ يارجاله أنا عندى ليكم مفاجأة
لم يشعر أحد بدهشة الا عينان اسلام التى كانت مشتعله بالفضول وأذناه التى تترقب كل حرف يخرج
_ طبعا أنتوا عرفين أن إمام بيه ممول نادى مركز البلد وزى ماانتوا شايفين أنا بحب الكرة قد أيه قررت أنى اكون مسؤل عن النادى
وهو أعطانى الموافقة
وطبعا أنا هرجع ألعب تاني وملقتش أحسن منكم تمثلوا فريق النادي
_ طب واللاعبين اللى فيه هتف بها أحدهم
_ هيفضلوا موجدين بس أحنا الاساس
هااه مين معايا إسلام
وافق الجميع على الدخول الا اثنان أحدهما يبدو عليه التررد والاخر غامض
هتف أدم
_ أنا دلوقتى متجوز وبشتغل ومش فاضي خرجونى منها
اردف رامي وهو يرى أسلام متردد
_ أنت كدا كدا معانا على فكرة
تمام يارجاله معادنا بكرة الساعه 10
هتف أحدهم
_ هى دى المفاجأة دا أنا قولت أن فى أحتفاليه جديدة
_ ما انت ناصح اهو يابرنس قالها رامي ويبدو علية السعاده
انتبه أسلام وقد نبض قلبه پجنون وهو ينظر الى رامي وعيناه جاحظة
_ انا هتجوز هتف بها رامي أمامهم وعيناه تتابع أسلام الذي كانت ألوان الدنيا يختفى بريقها من عيناه بل تلاشت وبقي غمامة تمطر بغزارة عليه بمفرده
الفصل السابع
زاد خفقان قلبه پجنون وعادت أطراف الحزن الى اوصاله وهو يستمع الى ماكان يخشاه
الشئ الذي ېقتله أكثر هو هذا الشعور القاتم الذي يخدش قلبه بأنيابه أهو بسبب ان صديقه الوحيد سيبتعد عنه هو الاخر أم لأنه سيذهب لإمرأة
وقف من فوره ومشي بخطوات مسرعة يهرب من الجميع الذين يتابعونه بغرابة تمنى لو يهرب من نفسه التى لا تعرف ماذا تريد بل لاتعرف من هى وما هى حقيقتها !
وصل الى مبني المشفي الضخم نظر اليه طويلا حتى مرت الدقائق والدموع أصبحت تعرف طريقها الى عيناه
بسهولة
حدث نفسه
_ أنت زعلان ليه يااسلام
ماكله هيعيش حياته وهيتجوز ادم لبني رامى وكمان زمايلك كلهم أنت اللى هتفضل كدا وحيد وأمك !!!
عندما جاء بخاطره والدته دخل مسرعا الى المبنى يقف أمام غرفة والدته الخاصة بالعناية المركزة يراقبها من الحائط الزجاجى
_ ماما لو خسړت كل حاجه فى الدنيا دى مش هيهمنى انا محتاجلك أنت خليك معايا
انا لوحدى من غيرك نفسي ابقا معاكي ماما
فى تلك اللحظة ظهر صوت صفير من جهاز ضربات القلب فجاء صوت رنين بكامل المشفي فأجتمع الاطباء والممرضين بسرعة امام عيناه فانتفض يدخل ورائهم الى الغرفة وينظر الى والدته الكل يتحرك الكل يصيح لم يسمع هتفاتهم فقط ينظر الى تلك العينان التى تتابعه وتبتسم وتمتم بحروف وصلت الى عروق قلبه قبل أذناه
_ زهرة الياسمين
توقف كل شئ و صاد الصمت وأنعدمت رؤياه عن الجميع فقط يرى والدته تبتسم بوجها المضئ كالبدر وتنظر اليه وهذا الهواء البارد الذي يعصف و يحيط جسده وقلبه
الجميع يربط علي كتفيه وهو واقفا كالرمح لايتحرك عيناه تذرف الدموع ولا تتوقف وتنقله الى ذكريات الماضي وصوتها يردد فى أذناه
أنت عارفة ياياسمين انت أحلا حاجه فى حياتي أنت عاملة زى النجمة اللى جتلى من السما برغم أن باباكى وحش فى حقي بس بستحمله عشان جابك ليا
أنت طالعه حلوة لجدتك الكبيرة كانت تمشي فى الشارع الناس كلها تقف عشان تبصلها ويااه لما تتكلم حنان الدنيا كله بيبقي على لسانها
هفضل طول عمرى معاكى ومش هسيبك أبدا حتى لو أتجوزتى هاجى عشانك هتفضلى طول عمرك مهما تكبرى بنتى الصغيرة
صړخة صامته صدرت من قلبه وهو يراها لاتتحرك
وما أن أقترب منها الطبيب يغلق عيناها التى جف منها بريق الحياة صړخ به ودفعه بعيدا واقترب منها وهو يقول
_ ماما ردى عليا يلا عشان نمشي أنا بردان دفيني ياماما
ردى عليا أنت قولتى انك مش هتسبيني
لم يتوقف عن الصړاخ وهو يهز جسدها بقوة
طلب الطبيب رجال الامن لكى يأخذوه بعيدا
لكنه قاومهم بقوة وأقبل بتحطيم كل شئ امامه وهو لايتوقف عن الصياح حتى سقط على الارض وفقد وعيه
استيقظ من نومه وهو يتذكر والدته ليري انه فى شقتهم فقام من فوره يبحث عنها فى البيت حتى وجدها تقف وهى توليه ظهرها فانتفض مسرعا اليها يعانقها بقوة ويقول
_ ماما كنت خاېف أوي عليك الحمد لله أنه حلم أوعى تسبيني ابدا
انزلت والدته يداه برقه والتفتت تنظر اليه بعيناها الطيبة التى تملك حنانا رطبا بهما وتقول وهى تبسط يدها الى وجنتيه تمسح دموعه
_ياسمين سمحيني يابنتي أنا وقتى خلص فى الدنيا دي
أنا وجعنى قلبي عليك أوووى يابنتي وروحى هتفضل تعبانه عليك كان نفسي أموت بعد مااطمن عليك سمحيني
_ لا لا ماما
تلاشت الام بعد أن عانقها اسلام وهو يصيح پألم بالأ تتركه
فجاه استيقظ وهو على فراش المشفي وعمه ناجى ينظر اليه بحزن
بدأت الشهقات والبكاء وسكن الحزن داخل عيناه المنكسرة التى تفيض بالدموع المؤلمة
ربط عمه عليه وقد سقطت الدموع من عيناه الاخر
_ شد حيلك يابني الاعمار بيد الله وانا معاك يااسلام
أنت مش لوحدك
وتمضي الايام و لا تأخذ من الحزن قدرا لكى تجعل العينان تجف بل تمر وتترك من الالم ما يزيد من ۏجع القلوب
شهرا كاملا لا يأكل ولايشرب وان لم يأتى عمه لكى يطعمه بصعوبة لا يتناول الطعام أبدا
يدعو الله دائما أن يسحب روحه حتى يذهب الى والدته فهو لا يرغب فى العيش فالحياة تمزق قلبه وجسده بمرور الايام
دخل اليه عمه ناجى فى ذلك اليوم الذي ترك بصمة داخله
يخبره أن والدته تركت وصية مع جيرانها واخبرتهم أن تعطيها له أن حدث لها أى شئ
اخذ اسلام الرساله بسرعه وقام بفتحها ودموعه تبللها خرج عمه ناجي من الغرفة لكى يترك له مساحة كافية
وبدأ يقرأ كل حرف بعيناه واذناه تتذكر همسها وصوتها الحنون
أبنتي الغالية ياسمين
زهرة الياسمين
طول عمرى كنت حاسة أنى ھموت قبل ماأشوفك ياضي عيني وأنت مغيرة أسمك فى البطاقة
لو سبتك ومشيت أوعى تفتكرى أنك لوحدك لا يابنتي أنت معاك واحد مفيش أحن منه عمك ناجى من صغرك وهو يقول اسلام دا ابني ومرداش اننا ندخلك مدرسة عادية وقال انك تدخلى مدرسة نضيفة اللى ممول فيها وكان هو اللى بيدفع كل قرش مع ان مصاريفها كتير بس كان على قلبه زي العسل ابوك يابنتى الله يسامحه كان مش عاوز يدخلك المدرسة بس هو صمم ولما موفقش أنك تدخى الكلية عمك ناجى وقف قصاده وقاطعه فترة ميكلموش يارتني قولته زمان كان هو اللى ساعدك ووقف فى وش ابوكي
الماضي فات وماټ والحاضر أنت اللى هترسميه وتخططي
وأنا واثقه فيك
ياسمين انا عارفة انك تايهه عن نفسك ولسة معرفتهاش وانا أمك وأعرفك أكتر من نفسك عشان كدا بقولك انك وأنت صغيرة وبتكبرى قدامى كنت بتأكد يوم عن يوم أنك ياسمين مش اسلام انسي كلام ابوكي اللى كان بيسمم عقلنا بيه كلامه كله كان كڈب وسامحيه عشان ربنا يغفر له
اوعى تزعلي مني يابنتي فى يوم من الايام انى سړقت منك حياتك انا كنت بعافر عشان ابنيلك حياة خاصة تليق بيك زي باقي البنات بس ابوكي كان بيكسرها
و لو كنت بتحبيني يابنتى وعاوزة ان روحى ترتاح خل عمك ناجى يساعدك وقوليله عن كل حاجه صدقيني هيساعدك وعمره ماهيتغير نظرته فيكي أبدا عشان أنا عرفاكى خاېفة من نظرات الناس ليك بس اعرفى أنك ملكيش ذنب فى كل اللى حصلك دا قدر ومكتوب
وأن كان ربنا خلقك كدا فمحدش كامل يابنتي كل واحد فينا فيه عيب وكل واحد بايده يصلحه أبوك كان عيبه أنه بېخاف من كلام الناس وتأذينا بسببه وضيع طفولتك فى كيان مش ليك كان ممكن يصلح عيبه ويسمع