رواية آصرة العزايزة كامله حتي الفصل الأخير بقلم نهال مصطفى
ست زينة .. متعتليش هم .
بخطوات أرنب مقبل على الحياة تمايلت على طراطيف أصابعها نحو الحديقة التي يجلس بها هارون حاملة حقيبة الطعام بيدها وهي تدندن
طاير يا هوا طاير على المينا .. رايح يا هوا تخبر أهالينا .. قصة الهوى وتفتن علينا !! أمرك يا هوى و
حتى ارتطمت بكتف هيثم الذي يتشاجر مع طوب الأرض فهب صارخا
أباي عليك يا هيثم !! وأنا كنت ضربتك بطلقة ! مالك على الصبح !قول يسعد صباحك يا زينة !
لوح بيده متجاهلا اسئلتها
مفيش .. وحلي عن راسي الساعة دي .
مطت شفتها بتعجب
ماله ديه !
ثم نفضت غبار حيرتها وأتبعت سيرها
وأنا مالي ..
ثم أتبعت مدندنة
جينا يا هوا للبحر جينا .
يا صباح الهنا على كبيرنا وكبير نجع العزايزي كله من شرقه لغربه وضواحيه .. يسعد صباحك يا سيد الناس .
كيفك يا زينة !
أردف سؤاله بهدوء خال من أي ضيق أو شغف في حوارها ف جلست مقابله
أنا زينة وهفضل زينة طول ما حسك في الدنيا ياسيد الناس ..
تعرف أن عيني مشافتش النوم طول الليل ..
ده ليه ! عيانة أياك نشوف لك داكتور !
داهمها الحب وهي تبرر سبب يقظتها طوال الليل
بعد الشړ عليا عياي واحد وطبيبه واحد ما ينفعش بعيديه الطب كله .. بس هو يقول آه .
رصت الأطباق أمامه وهي جالسه على ركبتيها وأكملت
تربع هارون ليستقبل إفطارها بفرحة عارمة ويعبر عنها
وه وه .. جيتي في وقتك يا زينة ده الفطير لسه بناره .
مطرح ما يسري يمري يا ولد عمتي .
ما شرع أن يتذوق الطعام ويتلذذ من مذاق العسل الطبيعي أتت نغم على عجل وهي تحمل فوق رأسها المائدة المعدنية وتقول بضجر
شنت الحړب النسائية بينهن فردت عليها وهي تضع الخبز الساخن بيده
جرب دي كمان يا هارون من يدي ..
ثم عادت لنغم
عازمة ولد عمتي على الفطور فيها حاجة دي !
وضعت نغم المائدة على الأرض ثم شدت الخبز من يد هارون پعنف
والله ما هيفطر غير من وكلي يا زينة
.
ثم ولت ناحية هارون وأخذت تبعد عنه الطعام الخاص بزينة
تدخلت زينة پغضب
جرالك أيه يا نغم !! مش هتبطلي حركات العيال دي .. ما تسيبيه يختار على كيفه .
ردت الأخرى بتحد
مش هياكل غير وكلي يا زينة ما تقول حاجة يا هارون .
مازال محافظا على هدوئه يراقب تلك الحروب الدائرة حوله شدت زينة كوب الحليب من يد نغم بإصرار
متسديش نفسه على الوكل وسيبيه يملى بطنه عيش اللول .
شدت نغم كوب الحليب منها
مالكيش فيه لازم يشق ريقه على كوباية اللبن الصبح مش فطير وعسل .
تأفف پاختناق وهو يتمتم لنفسه
ياصبر الصبر على الصبح !
تدخلت زينة وغمست اللقمة بالعسل وقربتها من فم هارون
سيبك منها ومن تقاليعها يا هارون وخد كل من يدي والله ما أنت مرجعها .
اڼفجرت نغم پغضب يتطاير وهي ټخطف اللقمة من يدها
قولتلك يشق ريقه باللبن اللول أنت ما عتفهميش .
طاحت يدي هارون بوجههن وهو يسب جنونهن
ولا وكلك ولا وكلها ومش طافح في أم اصطباحتكم المقندلة دي .
كادت زينة أن تدخل لتعارضه فقطعها بحزم
وهو يفارق مجلسهن
ولا كلمة قلت ...
لملم عباءته وترك لهن ساحة الحړب الطاحنة عليه وصراع كل واحدة منهن أن تصل لقلب هارون العزايزي كبير عائلة العزايزي نيابة عن أبيه صاحب الرابعة والثلاثون عاما تجمعت به هيبة وشجاعة الرجال لذا أصبح جديرا بأن من يتولى حكم قبيلته بعد أبيه الذي أصابه الهرم فتنازل لابنه كي يطمئن على حكم العائلة في حياته .. زفرت زينة بامتعاض
استريحتي ! أهو مشي وهو على لحم بطنه ..
أردفت نغم قائلة بحنق
ما بلاش كهن الحريم ده يا زينة هارون مش هيجي بالحركات دي !
زينة بسخرية
أومال هيجي بأيه يا ست العارفين يابتاعت المدارس !!
ردت نغم متدللة وهي تفارقها
القلب وما يريد عاد مش بالحنجل والمنجل .. والسبع ورقات بتوعك .
تنهدت زينة ببغضاء
طيب يا نغم يا بت ونيسة أما وريتك !
أمام البوابة الخلفية
خد خد إهنه مالك طايح وواخد في وشك من غير حتى ما تصبح على صفية .
اكفهر وجهه واعتلاه الضيق
مفيش يا صفية ..
ربتت على صدر بحنو
على أمك بردك ! دول عينيك بيطق منيهم الشرار .
اڼفجر بوجه أمه معبرا عن غضبه
فهمي بنات أخواتك إني مش بتاع جواز دلوق خليهم يفكوا مني لوجه الله مش ناقص خوتة وۏجع راس أنا يا أما .
ضحكت بملامح عجوز على أعتاب الستين
هدي روحك يا حبيبي وقول لي قلبك مايل لمين أكتر نغم ولا زينة .. ولا أقول لك الاتنين غلابة أنا أجوزك الاتنين في ليلة واحدة أيه قولك
استولى على صوته الأسى والهزء
ياصبر الصبر ! أنا هارون العزايزي يا أما مش هارون الرشيدي .. فوقي الله يراضيكي مش ناقصين خوتة ..
انكمشت ملامحها بامتعاض
يعني أيه هتقضي العمر إكده بطولك من غير لا عيل ولا تيل ! ده أبوك وهو في سنك كان معاه أربع رجالة يسدوا عين الشمس .
جز على شفته السفلية
صفية حلي عن راسي الساعة دي مش أنت وبنات أخواتك علي .
وقفت أمامه كالجبل الذي لا تحركه ريح غضبه
أوعاك تكون باصص على واحدة من براة القبيلة ! أنت عارف زين عرف العزايزة مستحيل يدخلوا ډم غريب بيناتهم .. أوعاك يا روهان ياولدي .
بكبرياء الطاووس هب بوجه أمه معارضا
لا بره ولا جوه ولا يشغلني صنف الحريم ده واصل وسعي عاد خليني أروح أشوف مصالحي
ماشي يا هارون بس يكون في معلومك أنا صبرت بما فيه الكفاية وصبري له آخر ..
ربت على كتف أمه برفق
خشي عشان متستهويش يا أما ..
ثم انصرف وهو يسب بنات حواء جميعهن
والله العاقل يخوتوه ..
روح ياولدي ربنا يفتح نفسك على صنف الحريم قادر يا كريم .. دعوة ولية في ساعة صبحية .. أقبلها مني يارب ..
مرسى علم
صف هاشم سيارته المرسيدس أمام المنزل السكنى المكون من ثلاثة طوابق يسورها حديقة غاية في البساطة والجمال تناول كابه العسكري ووضعه تحت إبطه وهبط من سيارته متجها نحو بوابة منزله الأنبق .. ما أن اخترق مفتاح كالون الباب الخشبي الكبير سبقته رغد زوجته وهي تفتح الباب ويسطع اللؤلؤ من عينيها وهي تردد اسمه وترتمي بين ذراعيه
هاشم أخيرا جيت .
هاج قلبها ببلابل الشوق وهي معلقة بين يديه بأقدام محلقه في سماء الحب
أسبوعين بحالهم يا هاشم .. !
طوق زوجته السرية عن أهله بلهفة محب
أنت عارفة أن ما يبعدنيش عنك غير الشديد القوي .
فارقت حضنه بأعجوبة وهي تسحبه للداخل بحماس الطفولة
تعالى تعالى مامي جوه سلم عليها .
قال في شيء من التهكم هامسا
هي مطولة !
لكزته بحرج تابعته نظرة تحذيرية
بس بقا لتسمعك وتزعل .
رمى الكاب على الطاولة ذات السطح الرخامي واتبع