رواية آصرة العزايزة كامله حتي الفصل الأخير بقلم نهال مصطفى
عارفة الفرق بين الفرس العربي الأصيل والأمريكي !! أنت طبعا خيالة وعارفة الفرق كويس .
اكفهرت ملامح وجهها بضيق
والله !! وسبتهم لي بقا وجيت لي.. !
امتلأ محياه بالضحك وهو يفارق مقعده ويتحرك إليها
عشان لقيت فرس عربي أصيل تايه في مرسى علم قلت مكنش ينفع أسيبه أبدا .. لازم يكون ملكي.
وأنا خيال وأعرف أقدر زين قيمة المهرة اللي قصادي .
مابقتش أكل من الكلام ده .. ووسع كده مخصماك ..
ثم قفلت عين الموقد وقالت بحدة
ومفيش أكل كمان .. روح بقا للبنات الحلوين في الصعيد وهما يأكلولك .
ذاب بين خصيلات شعرها الغجري وهو يقول متيما بتلك المراة التي جعلته يتمرد على أعراف بلدته بأكملها ويختارها
مش مهم الأكل تيجي أعزمك أنا !!
على الباقي من عمري ليكي لوحدك .
كانت جملته التي بدأت بلهفة ثم متمهلة تدريجيا بمقدار الأدرينالين المتدفق من جسده عند رؤيتها زاح خصلة عن وجهها وسألها
أي رأيك !
كل نظرة منها كانت تحمل بيان صريح لاعترافها بعشقه الذي فاق الحدود لذلك الرجل الذي غمرها بماء الحب حتى باتت لا تستطيع التنفس إلا بوجوده بالرغم من وجوده الشحيح معها لدرجة أن بعده ېقتلها مثلما يحييها قربه بالرغم من إنه لا يقدم لقلبها إلا الحب فقط الخال من أي تضحيات ولكنه قادر على زرع الزهور بصدرها بالرغم من اللاشيء الذي لا يقدمه إلا انها تعشقه
ثم ......
قد يحدث ألا يكفي المرء إلا الصمت لا مزيد من
الكلام يمكن أن يصف ما يشعر به لا مزيد من الشعور والنظرات والعبرات توفى لسعة الحب بالصدر المدجج بناره ولكن ربما للروح تنجح في التعبير لأي درجة من الحب وصل لها القلب ...
غربت الشمس وطوت خيوط نهارها مع الهموم المعلقة بالقلوب الحائرة .. اجتمع كبار آل العزايزي وعلى رأسهم خليفة العزايزي الجالس معهم يستفسر عن أمور بلدتهم وغيرهم بالمندرة الكبيرة الخاصة بالعائلة لحسم بعض الأمور العائلية .. غادر هيثم مجلس الرجال ليهاتف أخيه
على الطريق الصحراوي يقود سيارته بأقصى سرعة
مشوار في سوهاج كان لازما أروح له كلها نص ساعة وأكون عندكم .. عشي الرجالة لحد ما أوصل .. وخليك جار أبوك .
طيب يا أخوى استعجل .. ألو .. هارون الشبكة عندك ساقطة لو سامعني عجل الله يرضى عنك مش ناقصين لت وعجن ..
هارون .. سامعني !
شرعت حبات المطر تتقطر على زجاج سيارته ربما تعلن باستقبال ضيف جديد لضواحي المنطقة .. شغل مساحات سيارته وزود من السرعة كي يلحق بضيوفه متأففا
مش بعادتها تنطر يعني !!
وعلى جانب الطريق تقف ليلة ټلعن حظها الذي لم يسعفها لمواصلة طريقها بدون عوائق .. توقفت جانب الطريق تفحص عجلات السيارة التي اڼفجرت أحدهن بكشاف الهاتف .. وقفت بملامح عجزها ثم ركلت العجلة بقدمها وهي تعاتبها
ثم نظرت للسماء التي تمطر قطرات خفيفة فوق رأسها
اااه ما كملت بقا !! أيه الحظ ده ..!
حاولت الاتصال بشريف كي ينقذها من تلك الورطة وهي تقول
مش لازم اقلق مامي .. أي نعم شريف مش هيعديها بس
أعمل ايه مفيش حل تاني!!
أغرورقت عينيها بالدموع للعجز وقلة الحيلة التي تعاني منها
لااا وكمان السيجنال واقعة !! كده كتير !!!! والحل !
أضاءت جميع فوانيس السيارة لتلفت نظر أي شخص على الطريق الصحراوي و يقوم بمساعدتها وقفت بعجز وقلة حيلة أمام سيارتها وقطرات المطر تزداد رويدا رويدا .. تحول حماسها لخوف وقلق قررت تطلب المساعدة من السيارات المارة بجوارها اشعلت كشاف هاتفها مرة آخرى وأخذت تلوح كالغريق أمام السيارات حتى رماها القدر أمام سيارة هارون القادم بأقصى سرعة ممكنة لفت نظره الأنوار المتحركة عن بعد هدأ من سرعة السيارة وكثف الضوء الصادر من مصابيح سيارته حتى صف بجوارها ..
نزل من سيارته بجلبابه الصعيدي الذي يزيده هيبة ووقار وعشرين عاما فوق عمره متعجبا عن سبب وقوف فتاة بمفردها بهذا المكان .. أقبلت ليلة نحوه كالعطشان المقبل على بحيرة من الماء
من فضلك ممكن تساعدني !
قفل هارون خلفه باب سيارته مندهشا ومعاتبا
أنت كيف واقفة بروحك في مكان زي ده !! اتهوستي !
ردت بعنفوان يحمل وميض السخرية
أكيد مش واقفة ألعب تحت المطر !!
ثم أخذت زفيرا قويا لتهدأ
مش معايا استبن والكوتشي نام ومش عارفة أعمل أيه !
تحرك خطوتين ليفحص السيارة فأتبعت خطاه
أنت ممكن تساعدني مش كده ! بص أنا كنت سايقة على الطريق كده فجأة سمعت صوت غريب زي الفرقعة بصراحة اټخضيت أوي وو
فاض صبره من ثرثرتها الفوضوية
ينفع تبلعي ريقك هبابة لحد ما أشوف العربية ..
أجابته بتوتر يتقاذف من كلماتها
حاضر حاضر .. أنا بس كنت بحكي لحضرتك أيه ال حصل بالظبط قبل ما تكشف على العربية ...
تنهد بجزع وهو يتمتم لنفسه أثناء فحصه لعجلة السيارة
يا مثبت العقل والدين يا رب.
مالت نحوه بفضول
هااه عرفت فيها أيه !!
ڼصب هارون قامته الصلبة
مسمار ولازم الكاوتش يتغير .. وطبعا مش معاك استبن .
وضعت كفها على فمها من حول الصدمة وبنبرة طفولية
أحيه !!!!
تمددت ملامحه من شدة الدهشة لهول الكلمة التي تعد من الخطوط الحمراء في قاموسهم
أيه !!!!
ردت بقلق
لالا .. قصدي وهعمل أيه في الورطة دي !
تأفف بضيق
كنتي رايحة فين الساعة دي !
كنت نازلة في فندق بنجع حمادي .
قطع كلماتها بدون أن تكمل
طب اركبي اخدك في طريقي هو يوم باين من أوله !!
هبت معبرة عن اعتراضها بطريقتها المميزة
أحيه !!
جحظت عينها بالڠضب
تاني !!!!
لالا قصدي يعني والعربية ! دي ممكن تتسرق !!
وجهه الكشاف ناحية السيارة ليفحصها
مټخافيش محدش هيسرقها عربيتك دي صيني يتعلموا عليها العيال كيف يسوقوا .
هااه !! أنت عارف دي بكام أصلا !!
نفذ صبره من حواره معها فهبت زعابيب غضبه
ياستي خلصينا هتركبي أوصلك وابعت حد ياخد العربية ولا أمشي أشوف مصالحي !
دمدمت شبه معتذرة
طيب حضرتك بتزعق ليه ! ما أحنا بنتكلم بالراحة يعني وبلاش تعلي صوتك عشان كده هتوتر أكتر وأنا أساسا متوترة .
ثم استجمعت قوتها أمامها
وبعدين أنت أزاي تستجرى تعلي صوت عليا يا جدع أنت .. أنا محدش يقدر يكلمني كده المفروض يبقى في ذوقيات في الكلام أنا ضيفة عندكم .
رفع صوته فأجبرها على الإنصات إليه وقال بحسم لا يقبل النقاش
هركب عربيتي ومعاكي من واحد لتلاتة يا ألقاكي ركبتي جاري ياما هسيبك في الصحرا وسط الديابة منك ليهم وهمشي ..
هتفت ممتعضة وهي تلوح بكفها
لسه بتزعق !! مش عايزة حاجة منك وفي ألف عربية هتعدي ممكن تساعدني اتفضل امشي عشان الدنيا طايرة عندك ..
ثم تمتمت مخټنقة
إنسان قليل الذوق بصحيح !!
لم ينتظر السماع ل ردها بل أسرع مستلقيا سيارته وهو يجز على فكيه ويراقب ساعة يده قفز الړعب بقلبها عندما تركها بمفردها وجه لوجه تحارب كبريائها و رضوخها .. وقفت