رواية حان الوصال كامله حتي الفصل الأخير بقلم أمل نصر
للأمام ولكن ابصارها اصطدمت بالضلع الثالث من هذه الأسرة التي تحاصرها من جميع الزويا.
يوووه علينا هيهل علينا دلوقتي ويقول اوصلكم.
خرجت من شقيقتها وكأنها تقرأ افكارها لتبزغ ابتسامتها فور ان اقترب منهم سامر عارضا بالفعل
صباح الخير على احلى عرايس متيجو اوصلكم في طريقي.
عبست عائشة تكور شفتيها بضيق لا تخفيه لتتسع الابتسامة على وجه بهجة فترفض بزوق
شجعته ابتسامتها الا يستلم متابعا
يا ستي عارف بس انا نفسي في مرة تعملوها وتجبروا بخاطري.
هذه المرة جاء الرد من عائشة التي لم تقوى على الصمت اكثر من ذلك
يا عم اجبر بخاطرنا احنا وعدينا المدرسة هتفوتني.
اكتنفه الحرج ليعبر بعتاب ومزاح
يا نهار أبيض على لسانك يا عائشة ميفضلش في بوقك نهائي اتفضلي يا ستي وحصلي مدرستك.
وفي مكان اخر
حيث الهدوء الذي يعم الأنحاء في ذاك المسكن الخاص به رجل الاعمال رياض الحكيم وقد استيقظ في ميعاده الصباحي الساعة الثامنة دون الاحتياج لمنبه او مساعدة من بشړ وكأن الساعة برأسه يسير بنظام لا يحيد عنه ابدا .
عملي لدرجة الجمود احيانا والصلف احيانا لديه اصرار دائم على النجاح بكافة الصور ولذلك لم يكن غريبا ان يتشارك العمل مع رجل مقارب لشخصيته وقد عرفه عليه ابن خالته عدي عزام قبل ان يستقر بتركيا مع زوجته يراعي مصالح العائلة وينوب عن شقيقه مصطفي صاحب اكبر راس مال في المنطقة.
ايوة يا كارم........ لا انا معاك يا باشا قريت دراسة الجدوى وشجعتني اوي عشان اغامر معاك........ طبعا مغامرة ومش اي حاجة كمان بس انا واثق في قدراتك ومعاك ياااا...... ثوانى
قطع فجأة ينهض عن مقعده بالانتباه الى شيء ما وقد ارتكزت ابصاره لما خلف زجاج مكتبه وبالقرب من حوض السباحة لينهي المكالمة على عجالة
اغلق على الفور وركض ليلحق قبل ان تأتيه کاړثة خرج اليها ليرى سبب تعاسته ومشكلته الابدية تجلس على حافة الحوض الرخامية تطوح قدميها في المياه باستمتاع ليكز على اسنانه بغيظ مكتوم ثم صاح بصوته الجهوري جعلها تنتفض له
يا نبوية انتي يا للي اسمك نبوية.
اتت المرأة مهرولة على صيحته مرددة بإذغان وخوف
اومأ لها بعيناه لتفهم على الفور فتذهب سريعا نحو المرأة
يا نهار اسود انتي ايه اللي جابك هنا ولحقتي امتى تخرجي من الاوضة قومي معايا يا ست هانم قومي.
حاولت المرأة الستينية الاعتراض ولكن
نبوية بخبرتها استطاعت مهادنتها لتنهض معها مستجيبة لسحبها وفور ان اقتربت من رياض بررت بأسف
سامحني يا بيه بس انا والله يدوب رديت ع بنتي في مكالمة التليفون مش فاهمة ساهتني وخرجت امتى .
مد بطول ذراعه امامها كي تذهب بعدم تقبل لعذرها لتنصاع نبوية لأمره بأسف وتتحرك لتذهب فخرج صوت المرأة الأخرى بعدم اتزان
انت شبهه شبهه.
امتقعت ملامحه بشدة واحمرت عيناه بخطړ جعل نبوية تسرع هاربة بها من العقاپ ليزفر هو انفاس بحريق ما يشتعل بداخله وقد فهم على قولها انها تكرر نفس القول حتى وعقلها قد ذهب منها تذكره دائما بأبشغ صفة يكرهها وهو الشبه الكبير بينه وبين والده الذي كان السبب هو الرئيسي في چنونها جنون والدته التي احبت رجلا بكل كيانها لدرجة الهوس رغم كل افعاله الخسيسة معها ثم كانت صډمتها به اكبر من ان يتحملها عقلها .
بعد قليل .
كان قد انتهي من عمله السريع بغرفة المكتب ليرتدي سترته في طريقه للخروج فركضت خلفه نبوية توقفه بندائها
رياض باشا يا رياض باشا دقيقة من وقتك معلش.
توقف يطالعها بأسفل عينيه بجمود لم يؤثر بها فهي تعلم تمام العلم انه سيأخذ وقته ثم يصفى لها كالعادة لذلك تجرأت تفاتحه بطلبها على الفور
سامحني يا باشا بس انا كلمتك كذا مرة وانت شكلك بتنسى
تنهد بسأم يقلب عيناه بتفكير مرهق وقد فهم مقصدها وهذا من اصعب الاشياء على قلبه
استرسلت نبوية امام صمت الاخر باعتقادها انه قد نسي بالفعل
يا سعادة الباشا انا كنت طلبت منك حد يساعدني الفترة الجاية عشان بنتي اللي رجعت من سفرها انا بروح البيت مهدودة مبلحقش اقعد معاها ولا اتهنى بأحفادي منها.
اومأ بأنفاس خشنة
حاضر حاضر يا دادة هحاول اتصرفلك في واحدة بس انتي عارفة اني دي من اصعب المشاكل بالنسبالي مش كل الناس امينة زيك.
تشكر يا باشا دا من زوقك.
رددت بها بامتنان لاطراءه ليرتدي هو نظارته الشمسية ويتحرك للذهاب فورا نحو اعماله.
والى هذا العاشق الساخط وقد كان واقفا يستند على سيارته يطالع ساعة يده كل لحظات قليلة فيزفر بضيق لهذا التأخير الملازم لها في كل مرة يذهب بها الى مقر عملهم
ليغمغم داخله بالتوعد لها حتى تكف عن هذه العادة التي تفقده اعصابه فهو المعتاد دائما على الانجاز والسرعة يأتي عليه الوقت الان ليقف في الشمس منتظرا بالنصف ساعة لهذه ال........
توقف سيل تفكيره فور ان ابصرها تطل من مدخل البناية بابتسامة قادرة على ان ترديه قتيلا تقترب منه بملابسها الفضفاضة ترتدي الحجاب الكبير ومع ذلك تبقى فتنة متحركة كيف يستطيع التماسك امام سحرها او منع نفسه ان يسحقها الان بضمھا بين ذراعيه لقد طال انتظاره ولم تعد به طاقة للتحمل.
عند هذا الخاطر اشتدت ملامحه ليرسم الجمود امامها حتى اذا تلقى تحيتها
صباح الفل .
صباح النور مكنتي استنيتي ساعة ولا ساعتين تاني.
تهكم بها ليفتخ لها باب السيارة ثم يلتف هو للجهة الاخرى فيتخذ مقعده خلف عجلة القيادة
وتجلس هي بجواره تشاكسه كعادتها
كان نفسي يا مستر شادي بس انا الصراحه خۏفت على خطيبي من حرجة الشمس.
مال برأسه ساخرا نحوها ويداه تدير المحرك
لا يا شيخة هامك اوي خطيبك صدقت انا !
ويعني متصدجش ليه بس هكون بهزر ولا بتمسخر مثلا
قالتها بدلال كاد ان يفقده صوابه ليقبض على عجلة القيادة بقوة يغمض عيناه ويفتحها سريعا يلتف نحوها بتحذير
لمي نفسك يا صبا وبطلي دلعك ده انا على اخري فاهماها دي على اخري.... يعني تنشفي نفسك كدة وتسترجلي قدامي يا حل وعدي من اتفاق ابوكي واصورلكو قتيل...
توقف برهة ليستطرد بانفعال
كان زمانك حامل بابني دلوقتي لكن اعمل ايه في ابوكي بقى الله يجازيه
ضحكت بصوت مكتوم تزيد من مناكفته
حرام عليك يا شادي تدعي عليه وافتكر انه مجبركاش على حاجة هو بس عرض عليك الأمر وانت تبعته بشهامتك.
متفكرنيش.
هتف بها ليتابع بتحسر
دا انا كل ما افتكر دمي يغلي طب جدتك ام امك
ماټت والفرح باقي عليه اسبوعين ابوكي يطلب التأجيل وانا اوافق عشان الشهامة والرجولة لكن الحداد بقى يستمر لست أشهر ليه يا عم ابوكي خمني يا صبا وانا