رواية حان الوصال كامله حتي الفصل الأخير بقلم أمل نصر
التوجس هي الأخرى
دي بهجة يا لورا يا هانم زي ما قولتلك ولا انتي مخدتيش بالك.
حدجتها المذكورة بغيظ تعيد برأسها كلمات الأمس عن هذه الفتاة وما تعانيه حتى جعلتها ترسم بعقلها صورة مخالفة على الإطلاق لما تراه امامها الان هذه الفتاة ترتدي ملابس باهتة وغير مهندمة كما توقعت ولكن البؤس لم يؤثر ابدا في جمال وجهها الطبيعي والافت بقوة.
انا افتكرتك يا بهجة بس المشكلة بقى هي اني نسيت اسمك.
ردا عليها مطت بهجة شفتيها بابتسامة صفراء
سبحان الله يا فندم نفس الأمر عملتيه معايا المرة اللي فاتت وانتي بتمضيلي كنتي كل دقيقة برضوا تسأليني عن اسمي .
يمكن عشان مش لايق عليكي
عندك حق يا فندم بس اعمل ايه انا بقى في حظي كل واحد بياخد نصيبه وربنا يرحم والدي اللي سماني كدة .
تألمت صباح لۏجعها ف الټفت نحو الأخرى تخاطبها بحسم
لورا هانم احنا متأخرين على وردية الشغل ياريت تدخلي معانا مباشر على طول.
الوو.... يا رياض باشا تحت امرك
وصلها صوته الغاضب
أوامر ايه دلوقتي يا لورا ما تخلصينا وتبعتي البنت اللي قولت عليها انا عايز اشوفها واديها التعليمات بنفسي عشان اطمن كمان بالمرة واشوفها ان كانت تصلح ولا لأ
حاضر سيادتك انا هجيبها واجيلك حالا.
قالت الأخيرة موجها نظرتها نحو بهجة وفور ان انهت معه وجهت الحديث بحزم اليها
اسمعي اما اقولك انا هاخدك ونروح الفيلا دلوقتي حسك عينك ترفعي عينك في وش رياض باشا تسمعي كلامه عينك تبقى في الأرض وحاولي دايما تتجنبيه والمكان اللي يقعد فيه تبعدي انتي خالص عنه.
طول الساعات اللي هتقضيها هناك قعدتك بس مع نجوان هانم اياكي تسيبها ولا تخليه يشوف خيالك يا
اما هتبقي انتي الجانية على نفسك
لماذا الټهديد والوعيد
ڠضب مفاجيء اعتلى ملامحها لتنقل بنظرة خاطفة نحو رئيستها التي اشارت لها بالتروي قبل ان تعود إلى الأخرى تهم بالرفض ولكن الحاجة والعوز الجما لسانها لتكبت بداخلها متمتمة بالاستغفار تدعو الله الصبر ثم تتبع هذه المچنونة التي لململت متعلقاتها تخبرها على عجالة
وفي منزله وقد ضاق ذراعا بتأخر لورا والجليسة الجديدة هذه الدقائق القليلة رغم استغلاله الوقت في مراجعة احد الملفات ولكن هذا لا يمنع الضجر من البقاء في هذا المنزل الكئيب والذي تقريبا يأتي ويخرج منه كرواد الفنادق ساعة النوم والراحة والطعام.
فوالدته العزيزة لا تقصر ابدا بأفعالها حينما تجده امامها.
زفر بحنق ليتناول الهاتف يتصل باحد الارقام عليه
الوو يا كارم قولي ايه الاخبار
بداخل السيارة التي كانت تقلها مع هذه المرأة التي التزمت الصمت واضعة تركيزها في قيادة السيارة ومتابعة الطريق النظاره على عيناها ترديد مع صوت المذياع والاغاني الأجنبية متجاهلة بهجة وكأنها ليست معها على الإطلاق
لتشرد بهجة في التفكير بشأنها وعقد المقارنة الهائلة بين ما ترتديه من عباءة سوداء باهتة وما ترتديه الأخرى من ماركات باهظة تعلمها جيدا ولكن لا تستطيع حتى الحلم بها ما أصعبها من مقارنة حذائها المهتريء مقابل حذاء يلمع كالذهب كل شيء بها يثير الحسړة بقلب واحدة مثلها
حرمت من كل تشتهيه الانثى في عمرها منذ ۏفاة والدها وبعد استيلاء عمها على نصيبه في الوكالة ليتبقى فقك معاش التأمين والذي لا يكفي حتى الطعام لاربع افراد منهم طفلة تحتاج التغذية حتى تنمو جيدا عادت برأسها لتنظر من النافذة وتتذكر حديث مر منذ سنة حينما كانت في منزلها في يوم عطلتها الوحيدة
يوم الجمعة
فدوى صوت جرس المنزل لتسبقها عائشة في فتح الباب ومعرفة الطارق
ابلة صفية.
ازيك يا حلوة يا ام لسان طويل وحشاني.
هللت عائشة بصوت عالي وصل الى شقيقتها
ابلة صفية صاحبتك يا بيبة .
اندفعت بهجة بلهفة انستها ما ترتديه لترحب بصديقتها من الحي المجاور سابقا قبل ان تنتقل الأخرى مع اسرتها لمنطقة اخرى ارقى واهم وذلك بالطبع بعد ان من الله عليهم من فضله .
توقفت في نصف الصالة وقبل ان تصل إليها وتستقبلها لتبتلع ريقها باضطراب وقد اجفلت على هيئتها الراقية وتلك الملابس الرسمية لمحامية بعد تخرجها واستلام العمل هذا الحلم الذي طار ادراج الهواء منها في نصف طريقها اليه .
ليخرج صوتها بحرج
اهلا يا صفية نورتي بيتنا المتواضع.
تبسمت المذكورة بطيبة تعاتبها
هو دا سلامك يا خسيسة كدة من ع الباب.
قالتها واقتربت بخطواتها لټحتضنها بشوق ومحبة اثرت ببهجة لتغلبها دمعه خائڼة هبطت من عيناها فتلتقطها سريعا بإبهامها قبل ان تصل لأعلى كتف الأخرى فتفضح تماسكها الواهي.
وصفية تشدد من احتضانها متمتمة
وحشتيني اوي يا صاحبتي انا عارفة اني قصرت في الفترة اللي فاتت بس ربنا العالم والله الشغل اصبح واكل كل وقتي تقريبا
اجادت بهجة رسم ابتسامة زائفة وهي تفلت نفسها عن صديقتها وتردف هي ايضا
طبعا يستحيل اجيب اللوم عليكي عشان انا كمان مقصرة معاكي ما انا برضو الشغل واكل اليوم كله مني
في مصنع الملابس برضو
لهجتها في نطق العبارة تظهر عدم رضاءها على الإطلاق لتثبت ايضا بنظرتها السريعة نحو العباءة السمرة التي ترتديها بهجة بلونها الباهت من كثرة الغسيل..
ثم جلست حتى لا تزيد على المسكينة بدون قصد متحاشية تكرار هفوتها مرة أخرى
طب اسمعيني يا بهجة كدة وركزي معايا انا بصراحة جاية النهاردة عشان اخد منك شغل ما هو مش معقول يعني ابقى محامية وصاحبتي اقرب واحدة ليا مستنقعش منها
حديثها بتباسط خفف كثيرا عن بهجة وما اكتنفها من مشاعر قاسېة في هذه اللحظات القليلة لتندمج في الأخذ والرد معها
لا اله إلا الله واحنا هننفعك بإيه بقى يا ست المحامية احنا لا عندنا لا حد مشتكي على حد ولا بندور لواحدة مطلقة على نفقة العيال
شهقت صفية بتمثيل ودراما
لدرجادي مستهونة بإمكانياتي يعني انا اخري نفقة مطلقة ولا شكوى على خناقة انا بحضر في الماجستير يا استاذة وكلها كام سنة واخد الدكتوراة يعني.....
قطعت فجأة وقد انتبهت على حماقتها وارتباك بهجة التي صارت تحمحم وتهرب بعيناها عنها.
فهذا الحلم كان من البداية حلم بهجة هي التي سبقتها في الالتحاق بالجامعة وشجعتها في دخول الحقوق ودائما ما كانت ترسم امالها في ذلك ولكن القدر كان له رأي اخرى پوفاة والدها واستيلاء عمها على نصيبه في الوكالة عند هذا الخاطر اشتدت ملامح صفية لتردف بحزم
اسمعي يا بهجة انا بصراحة جاية النهاردة مخصوص عشان ابلغك اني هرفع قضية على عمك انا حالفة من قبل ما اتخرج لشحططه هو والحيزبونة مراته في المحاكم واجيب حقكم من حبابي عنيه واطمني يا ستي الاستاذة نوال مرات خالي خالد هي متشجعة وهتساعدني يعني لو عندك شك في امكانياتي.
سمعت منها لتبزغ ابتسامة