الإثنين 30 ديسمبر 2024

رواية زهرة في مهب الريح ( جميع الاجزاء كامله) بقلم أسماء إيهاب

انت في الصفحة 1 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول 
صوت اقدام ترتطم بتلك الأرض الزراعية المشققة اثر جفافها و يبس جوفها دليلا على انها لم تعد صالحة للزراعة الظلام الدامس يحيط بالمكان اكمل صوت صرصور الحقل يصدح بالارجاء الهادئة بهذا الليل لتظهر سيدة في مقتبل العمر تبدو شابة يافعة و تحمل طفل صغير علي يدها ملتف بغطاء سميك يظهر علي وجهها الإرهاق الشديد و تتعرق بشدة أسرعت قدمها قد المستطاع و هي تركض و تنظر إلي الخلف كل ثانية و الآخري احتضنت تلك قطعة اللحم الصغيرة الي أحضانها و هي تشعر بارتجاف جسدها بانتفاضة شديدة وضعت يدها أسفل معدتها و هي تتأوة پألم يحتاج معدتها و ېمزق جسدها من الألم تمزيقا لتبدأ دموعها بالهبوط الي وجنتيها و هي تحاول أن تتحامل علي نفسها حتي لا تتوقف و يمسك بها احد و تعود من حيث هربت ضغطت علي شفتيها بقوة و هي تري بصيص النور المنبعث من الطريق العام التي شارفت علي أن تصل إليه لتنظر الي طفلتها و هي تتحدث بارتجافة و صوت جاهدت أن يظهر هانت يا حبيبتي هانت و هنمشي من هنا

حين وصلت إلي اول الطريق العمومي لتستند علي احد الحوائط تلتقط أنفاسها و لو حتي لدقيقة لتقدر علي تواصل ركضها الي حيث محطة القطار لتفر هاربة من ذلك المكان بسرعة ارتجافت جسدها تزداد و تشعر بحرارة جسدها ترتفع كل دقيقة عن الاخري أسفل معدتها الم شديد ليس ألم بل چحيم خرجت شهقة مټألمة غلبتها في الخروج و لم تعد قادرة علي كبح دموعها و شهقاتها أكثر من ذلك لتضم الصغيرة الي صدرها بحنان و هي تبكي بشدة تبكي پقهر و حسرة علي ما أصابها ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تبدأ تكمل سيرها مرة أخري في طريقها الي محطة القطار التي لم تعد تبتعد عنها كثيرا أسرعت و أسرعت حتي وصلت الي محطة القطار أخرجت ثمن تذكرة القطار لتأخذ التذكرة و تصعد الي القطار المتجه الي القاهرة هاربة من حياة الصعيد و اهل الصعيد و ما عاشت بالصعيد تاركة خلفها كل شئ فقط خرجت بابنتها فلذة كبدها التي لم تتخطي الاسبوع بعد جلست علي أول مقعد قابلها لتغمض عينها تتنهد بارتياح و هي تريح ظهرها بظهر المقعد خلفها تنظر الي طفلتها البريئة و جمالها الهادئة و هي نائمة لتدني تقبل وجنتها و هي تهمس لها پبكاء حقك عليا انا يا فرحة مينفعش افضل ان شاء الله نوصل و هنبقي كويسين
رفعت رأسها و هي تلتقط أنفاسها بهدوء و تجاهد ألا تظهر ألمها و لا انتفاضتها لأحد تشعر بنفسها فقط حرارتها التي بالتأكيد وصلت ل 40 درجة مئوية جسدها الذي يتلوي من ارتعاشتها القوية ألم شديد ألم شديد بالكاد تتحمل حتي لا تصرخ الآن لتتنهد بصبر و هي تنتظر وصولها الي القاهرة
أمام أحدي القصور الهائلة المؤسسة لأحد اكبر عائلات الصعيد عائلة القناوي يقف ذلك الرجل ذو الطول الفارع و ضخم الچثة و علي ملامحه الرجولية ڠضب چحيمي و أمامه جموع من الغفر الذي يهدر بهم صارخا بلكنته الصعيدية بصوت عالي حاد ترتعد له القلوب كيف يعني ملجينهاش امال عتعملوا إهناه أية
نكس الجميع رؤسهم بالأرض غير قادرين علي مواجهة ڠضب سيدهم رغم لين قلبه الدائم إلا أنه كما يقال اتقي شړ الحليم إذا ڠضب إذا ڠضب يصبح بركان لا يهدئ ابدا هو السيد ايوب القناوي عمدة هذه القرية و حاكمها المتعقل دائما رفع يده و يجذب تلك العمامة من اعلي رأسه و يلقيها بالأرض پغضب ليتقدم منه رجل آخر يشبه كثيرا لكن يبدو علي ملامحه الخبث الشديد و هو شقيقه السيد حمدان القناوي يربت علي كتفه و هو يتحدث بحنو زائف هدي حالك يا ايوب عنلجيها ان شاء الله
ليلتفت إليه ايوب و قد تحولت ملامحه الي الحزن الشديد و القهر المنبعث من قلبه كيف بس يا حمدان كيف عتخرج و هي لساتها نفسة و وين دلوج
ليأخذ حمدان بيد شقيقه يدخله معه الي داخل القصر ليرتمي ايوب علي اقرب مقعد قابله تنفس بصوت مسموع و هو يشعر پاختناق شديد اين ذهبت زوجته كيف تخرج من المنزل و هي لم يمر أسبوع علي ولادتها طفلتهم الأولي و الاهم من ذلك لما فعلت ماذا ارتكب بحقها هو حتي تتركه و هي تعلم أنه لا يتنفس غير هواءها عند هذه النقطة لتخرج منه زمجرة عالية و هو يضرب بقدمه الطاولة أمامه لتقع هي و ما عليها ليصبح كل شئ فتات شدد علي خصلات شعره پجنون و هو يهمس لية بس يا حبة جلبي لية يا خديچة لية
ليقف مرة أخرى ليرتدي عباءته الخارجية و يركض الي الخارج ممسك بعصا غليظة تظل معه لا تفارقه أبدا خرج من القصر ليستمع الي صوت يأتي من خلفه و هو صوت يعرفه جيدا صوت ولد شقيقه السيد الصغير مهران القناوي صاحب الخامسة عشر عاما الټفت إليه ايوب ليجده يركض إليه و هو يقول عاچي إمعاك يا عمي
ربت ايوب علي كتف الصغير الذي يعشقه و يعتبره ابنه و هذا الشعور متبادل ف مهران هو الآخر يعشق عمه و لا يفارقه أبدا ابتسم ايوب ببهوت و هتف بنبرة حزينة للغاية معينفعش النهاردة يا مهران
ليسير مهران امام عمه بعناد و هو يقول بإصرار و جمود و هو يعيد جملته عاچي إمعاك يا عمي
تنهد ايوب بهدوء و هو يسير يبحث عن زوجته لتعود الي أحضانه ليعلم لما تفارقه ليعلم ماذا حدث و أن لم يكن هناك سبب يقتنع هو به لتلتقي ب ذلك الثور بداخله ليعلمها ما جزاء العبث مع صعيدي
تجلس و هي تهتز مع اصطدام عجلات القطار ب قضبان السكة الحديدية و كانت هناك سيدة أخري تجلس بجوارها و عينها لم تنزاح عنها أو عن طفلتها حتي لاحظت خديجة ذلك ل تخبي الطفلة بين حنايا صدرها بحنان تلاعب الفضول بعين تلك المرأة لتستدير الي خديجة و هي تسأل بفضول الا انتي راحة فين يا شابة
ابتلعت خديجة ريقها بتوتر خشي أن تكون قد تعرفت عليها تلك السيدة فهي معروفة بالبلدة فهي زوجة الكبير لتتحدث بخفوت و تعب شديد يظهر علي تقاسيم وجهها و تنطق بتقطع و انفاس لاهثة راحة القاهرة لأهلي يا حاجة لية في حاجة
هزت السيدة رأسها بنفي و هي تقول بهدوء لا يا حبيبتي و لا حاجة انا بسأل بس عشان شكلك تعبانة اوي
صغيرتها تحتاج إليها الآن لكن بعد مرور بعد الوقت بدأت تشعر و كأن أحد يقتلع روحها من بين ثنايا 
تجمع الجميع حولها في هرج و مرج و الجميع ينظر إلي تلك التي شارفت علي المۏت لېصرخ صوت أنثوي من خلفهم بأن يبتعدوا لتمر من بينهم لتصل إلى خديجة تفحصها جيدا لتصيح بعد ذلك قائلة دي حمي نفاس الست بټموت
رفعت خديجة يدها تريد لمس الصغيرة و لو للمرة الأخيرة و هي تهمس بخفوت بنتي
صدر صوت من حلقها دليل علي مفارقة روحها الي خالقها و هي تحرك شفتيها بالشهادة غير قادرة علي شئ غير ذلك ليسقط رأسها الي الجهه اليمنى و تصعد روحها الي الحي الذي لا ېموت بيده كل شئ تاركة ابنتها الصغيرة ضائعة بالشارع بين أيدي الغرباء لتغطي تلك الشابة وجه خديجة ب قطعة قماش كانت ملتفة علي معصمها لتقف و هي تهتف باسي لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم ان لله و ان اليه راجعون
تمتم الجميع بكلمات حزينة علي عمر فتاه شابة تفارق الحياة بقطار تعد مجهولة النسب بالنسبة للواقفين و ابنتها بين ايادي العالم تزامنا مع صړاخ الصغيرة الذي صدح و قد استيقظت للتو بكاءها لسة طبيعي و كأنها تعلم أنها فقدت العزيزة الغالية
يركض هنا و هناك متخبطا عينه تدور بالمكان بهستيرية جنون عاشق لا يريد شئ سوا معشوقته اختناق حاد بصدره يجتاح ما بين ضلوعه تنفس بصوت مسموع و هو لم يجدها بأي مكان زمجر بصړاخ غاضب يخرج من جوف ظلمته التي أحيتها برحيلها ليجد ابن أخيه يقف بجواره يربت علي يده لا يعلم ماذا يفعل ليجعل من و هو يهز رأسه لكي يهدئ لينظر الي مهران و هو يحاوط كتفه يستند عليه ف قدمه لم تعد تحمله و عكازه لم يعد يكفي ليسير ببطئ و مهران يحاول مساندته قدر المستطاع ليعود الي المنزل ليتحدث مهران بحزن شديد عتلقيهم يا عمي أن شاء الله
نظر إليه ايوب بنظرة متمنيه و هو يتحدث بأمل و نبرة معذبة يارب يا ولدي عروح اغير خلجاتي هدومي و ادله اروح علي سكندرية يمكن أتكون عند اهلها
هز مهران رأسه بايجاب و هو يهتف بهدوء ل عمه هدله أمعاك يا عمي مههملكش واصل
نزلت تلك السيدة الحاملة للصغيرة مع بعض الناس و منهم شخص يحمل السيدة خديجة رحمها الله متوجهين الي قسم الشرطة لكي يعرف من اي بلد و من اي عائلة و تستلمها عائلتها نظرت تلك السيدة باعين حذرة حولها لتجد الجميع منشغل في الحزن العميق علي تلك الشابة الصغيرة التي فارقت الحياة و هي مازالت شابة ب ريعان شبابها لتنظر الي الطفلة بابتسامة خبيثة و تتلاشي وسط الزحام لتختفي من بينهم و هم لا يشعرون تأخذ الطفلة معها الي حيث وكرها و الذي لم يكن بالهين الوصول إليه طرقت الباب مرة منفردة ثم مرتين متتاليتين لتفتح نافذة صغيرة بذلك الباب الحديدي و
يظهر وجه رجل مخيف للغاية لينظر إلي تلك الطارقة و من ثم يغلق النافذة الصغيرة بقوة بوجهها و يفتح الباب لتدلف هي بسرعة ليغلق الباب و تسمع هي صوت القفل الكبير ترتعد أوصالها ذلك المكان أيضا مخيف جدا مظلم قديم جميع الحوائط مشققة قديمة لا يوجد به سوا اريكة قديمة و مقعد هو افضل شئ موجود بالمكان مقعد عالي الظهر زاهي الالوان باللون الذهبي و كأنه مقعد ل ملك التفتت إليه و هي تقول له و ابتسامة مرتجفة تزين ثغرها و تتحدث بنبرة مهتزة أراد جديد يا معلم حامد بنت امها لسة مېتة من شوية في القطر و محدش سأل عن البت
أخذ ذلك الرجل من يدها الصغيرة جاذبا إياها بقوة لتبدأ الصغيرة بالبكاء الشديد ليتمعن النظر إلي الصغيرة 
ابتلعت هي ريقها پخوف و هي تحاول أن تقترب منه بحذر شديد هو في عيال
تانية جت
النهاردة
امتعض وجهه
باشمئزاز إليها و هو

انت في الصفحة 1 من 39 صفحات